الجمعة، 16 مايو 2014

الحرية أم التحرر



  ماركس
الأيدولوجية الأمانية


....  من نير الى نير ، حسب سلسلة خرقاء كليا ، فأن التحرر من العبودية ، الذي كان يشك بالنسبة الى الرقيق تأكيد فرديتهم وفي الوقت ذاته الاطاحة بحاجز مادي معين ، يوحد هنا مع حرية تسبقه بوقت طويل ، الحرية المسيحية المثالية التي تتحدث عنها الرسالتان الى الرومانيين واهل كورنثوس : ان الحرية في ذاتها تتحول الى انكار الذات . وبذلك يكون حسابها قد سوي ما دامت شكلآ من (( المقدس )) لاجدال فيه . ان القديس ماكس يحول عملآ تأريخيآ محددا للتحرر التأريخي الى مقولة مجردة  للحرية ، ومن بعد تحدد هذه المقولة بصورة أوثق بفعل ظاهرة تأريخية مختليفة كليآ يمكن أن تحرش بدورها تحت عنوان الحرية . تلك هي كل الحيلة التي يتم بها تحويل نهاية ارق الى انكار للذات  .  الايديولوجية الالمانية . ص 317

ماركس : نقد [ نقد برنامج غوتة ]



  ... لكي نلخص : العمل ، كونه سلعة بنفسه ، القياس بوقت العمل الذي يحتاج اليه لانتاج عمل ــ السلعة . وماذا يحتاج لانتاج هذا عمل ــ السلعة ، يكفي عمل لانتاج الأشياء التي يستغني عنها لايجاد عمل دائم اي لابقاء العمال احياء وفي حالة ما ، لابقاء ذرياتهم . ان السعر الطبيعي ليس الا أقل نسبة للاجور . فاذا ارتفعت نسبة الاجور حذف هذا السعر الطبيعي يكون لأن قانون القيمة ــ كمبدأ وضعه برودون ــ يجب ان يخضع لنتائج تغيرات علاقة العرض والطلب . وان أقل نسبة للاجور هي المحور الذي تدور حوله نسبة الاجور .

  وهكذا فالقيمة النسبية ، اذ تقاس بوقت العمل ، هي في الواقع القاعدة لعبودية العامل في الوقت الحاضر ، عوضآ ان تكون كما يريدها برودون (( النظرية الثورية )) لتحرير البروليتاريا .

  وننظر الآن الى أي حد يتوصل بتطبيق وةقت العمل كمقياس للقيمة والى أي حد تتمكن هذه النظرية ان تنطبق على الصراع الطبيعي القائم على المساواة في توزيع الانتاج بين العامل المتوسط وبين المالك للعمل المجتمع .

  لنأخذ منتوجآ مثلآ الحرير . يبقى هذا المنتوج كمية معينة من العمل . وتبقى هذه الكمية من العمل دائمآ نفس الشيء مهما يكن موقف هؤلاء الذين يعملون على انتاج هذا الصنف مشرفآ .
 
لنأخذ منتوجآ آخر : نوع من الالبسة الصوفية الذي يتطلب نفس الكمية من الحرير .

  فاذا تم التابادل بين هذين المنتوجين ، يوجد عندئذ تبادل كميات متساوية من العمل . ولدى تبادل هاتين الكميتين المتعادلتين في وقت العمل نرى ان احدهما لايقوم مقام الآخر بالنسبة للمنتجين . وعندما نقول ان هذا التبادل في المنتوجات التي تقاس بوقت العمل ينتج بالتساوي بالنسبة لكل المنتجين ، هذا يعني اننا نفترض ان المساواة في الاشتراك في المنتوج وجدت قبل التباد . وعندما يتم تبادل الحرير بالملبوسات الصوفية نرى ان منتجي الألبسة الصوفية يشتركون في انتاج الحرير بنسبة مساوية لتلك التي اشتركوا فيها في الالبسة الصوفية .

  ان خيال برودون لم يبرهن الا افتراضآ وهميآ .

  والآن لنستمر في بحثنا .

  هل يفترض وقت العمل ، كمقياس للقيمة ، ان الايام متساوية وان عمل يوم رجل كعمل يوم رجل آخر ؟ كلا . لنفترض ان عمل جوهري بيوم واحد يساوي نتاج عمل ثلاثة أيام ، قالواقع هو أن اي تغيير في قيمة الجواهر تبقى نسبية للمواد المنتوجة الا اذا تأثرت بقانون العرض و الطلب ــ وهذا يجب ان يكون كسبب لتنقيص أو لزيادة في وةق العمل المصروف في انتاج الصنف الواحد او الآخر . فاذا كان عمل ثلاثة عمال مختلفين يوضع في نسب آتية : 1 ــ 2 ــ 3 ، فعندئذ يكون أي تغيير في القيمة النسبية لمنتوجاتهم تغييرآ في نفس النسبة 1 ــ 2 ــ 3 ، وهكذا يمكن ان تقاس القيم بوقت العمل ، بالرغم من عدم المساواة في قيمة ايام عمل مختلفة ، ولكن لكي نطبق مقياسآ كهذا يجب علينا تكون لدينا قاعدة قابلة لقياس ايام عمل مختلفة . اها المنافسة التي تسبب هذه القاعدة .
  هل ان ساعة تقوم بها لها قيمة اكثر من ساعة عمل اقوم بها ؟ هذا سؤال تجيب عليه المنافسة .

  المنافسة بنظر الاقتصاديين الامريكيين تححد كم يومآ من العمل البسيط موجود أو متضمن في يوم واحد من العمل المركب . الا يفترض تنقيص ايام عمل مركب ليام عمل بسيط ان العمل البسيط يؤخذ كمقياس للقيمة ؟ اذا كان مجرد كمية العمل يعمل به كمقياس للعمل غير آخذين نوع العمل بعين الاعتبار ، ان هذا يفترض ان العمل البسيط قد اصبح محور الصناعة . انه يفترض ان العمل قد تساوي بخضوع الانسان للآلة أو تساةدوي التقسيم المتطرف للعمل ، ان الناس يتأثرون بعملهم ، وان دقاق الساعة اصبح مقياسآ دقيقآ للنشاط النسبي لعاملين كما ان هذا الدقاق يعد مقياسآ لسرعة قاطرتين . لذلك يجب ان لا نقول ان عمل رجل مدة ساعة يساوي عمل رجل آخر مدة ساعة ، اي ان رجلآ واحدآ يستحق اثناء ساعة مايستحه رجل لعمل ساعة أخرى . اصبح الوقت كل شيء و الانسان لاشيء واصبح ضحية الوقت . ان النوع او الكمية لايهم ، لكن الكمية وحدها هي التي تقرر كل شيء ، ساعة مقابل ساعة ، لكن هذة المساواة في العمل ليست نتيجة لتفكير برودون بعدله الابدي ، بل هي واقع الصناعة الحديثة .

  نجد في المعمل الاوتوماتيكي ان لا فرق بين عمل عامل وعمل عامل آخر : نميز العمال عن بعضهم بطول الوقت الذي يقضونه في عملهم . وهذا الاختلاف الكمي يصبح بعض الاحيان كيفيآ عندما يعتمد الوقت الذي يقضونه في عملهم على اسباب مادية بحتة مثل ــ البنية المادية ، العمر ، الجنس ، وعندما يعتمد على اسباب اخلاقية سلبية بحتة مثل الصبر وتحمل المشقات و الانتباه . فان هذا الاختلاف في النوع ليس مهما ويجب ان نعطيه مفهومآ خاصآ . وتتوصل الى هذا الحد حالة الاعمال في الصناعة الحديثة . وبناء على هذه المساواة التي تتحقق في العمل الاوتوماتيكي نجد برودون يحيك مشروعه في المساواة اذ يريد ان يتحقق مشرعه في العالم في الايام المقبلة .


 ان كل نتائج المساواة التي اقتبسها برودون عن مبدأ ريكاردو قائمة على خطأ في الاساس . انه يخلط بين قيم السلع التي تقاس بكمية العمل المتضمن بها وبين السلع التي تقاس بكمية العمل . ولو كانت هاتان الطريقتان لقياس قيمة السلع متساويتين ، لكنا نقدر ان نقول ان القيمة النسبية لاية سلعة تقاس بكمية العمل المتضمن بها ، او انها تقاس بكمية العمل المتضمن بها ، او انها تقاس بكمية العمل التي تقدر ان تشتري بها ، او انها تقاس بكمية العمل المطلوب لانجازه . لكن هذا ليس كما هو . ان قيمة العمل لايخدم بعد كمقياس للقيمة اكثر مما يخدم كمقياس لقيمة أية سلعة اخرى . وهانحن نقدم بعض الامثلة التي تكفي ان تشرح ماقالناه .

  اذا كان مكيال من الحنطة يكلف عمل يومين عوضآ عن عمل يوم واحد ، فيكون لة ضعفي قيمة الاصلية ، لكنه لا يبرهن عن أنه يستحق ضعفي كمية العمل لانه لا يحتوي مادة مغذية أكثر مما احتواه من قبل . وهكذا فان قيمة القمح تتضاعف اذا قيست بكمية العمل المستعمل لانتاجه . لكن اذا قيست اما بكمية العمل التي يمكن ان تشتري به ، بناء على هذا لايمكن ان تضاعف قيمته . ومن جهة ثانية ، اذا انتج نفس العمل مرتين اكثر من كميات الثياب فان قيمتها النسبية تسقط الى النصف لكن هذه الكمية المضاعفة من الثياب لاتنقص الى نصف كمية العمل ، و لايمكن لنفس العمل ان يؤدي نصف الكمية من الثياب ، لأن الثياب تقدم للعمل خدمة كما كانت من قبل .

  وهكذا تكون ضد الوقائع الاقتصادية اذا حددنا قيمة السلع النسبية بكمية العمل ، اذا فعلنا هذا فاننا ندور في حلقة مفرغة اذ نحدد قيمة نسبية اخرى يجب ان تتحدد .

  ان برودون يخلط بين المقياسين ، بين المقياس بوقت العمل الذي يحتاج لانتاج سلعة و بين المقياس بقيمة العمل . يقول (( ان عمل اي انسان يقدر ان يشتري القيمة التي يمثلها )) . وهكذا بالنسبة له ، نجد ان كمية معينة من العمل المتضمن في منتوج يساوي مايدفع للعامل ا] لقيمة العمل . انه نفس المنطق الذي يجعله ان يخلط بين تكاليف الانتاج و الاجور .

  (( ماهي الاجور ؟ انها تكاليف اثمان القمح الخ .. انها السعر الاجمالي لكل الأشياء )) . لنذهب أبعد من هذا الحد (( الاجور هي السبة بين العوامل التي تشكل الثروة )) . وماهي الاجور ؟ هي قيمة العمل .

  ان آدم سميث يحسب العمل وقت العمل كمقياس القيمة الذي يحتاج له لانتاج سلعة ويحسب ايضآ قيمة العمل كمقياس للقيمة . ويعرض ريكاردو هذا الخطأ عندما يظهر بوضوح الفرق بين هاتين الطريقتين لاتخاذهما طريقآ للمقياس . ويمضي برودون في خطأه أبعد من آدم سميث .

  ان برودون يفتش عن مقياس لقياس القيمة النسبية للسلع حتى يجد النسبة الحقة لكي يقدر العمال ان يتشاركوا في المنتوجات او حتى يحدد القيمة النسبية للعمل . ولكي يجد المقياس لقياس القيمة النسبية للسلع فهو يقدر ان يفكر بلا شيء احسن من يجعل المساواة في كمية معينة من العمل كحاصل مجموع المنتوجات التي خلقتها ، وهذا لايعني الا انه افترض ان كل المجتمع يحتوي على عمال يستلمون منتوجهم الخاص كأجور . وفي النقطة الثانية ، يفترض المساواة في ايام العمل لعمال مختلفين . وهو يفتش عن المقياس لقياس القيمة النسبية للسلع حتى يصل الى ان يدفع للعمال بالتساوي ، وهو يتخذ من المساواة في الاجور كدافع حقيقي حتى يقدر ان يفتش عن القيمة النسبية للسلع ، ان هذا الحوار لهو حوار ديالكتيكي ممتاز ! .

  (( لقد لاحظ ساي و الاقتصاديون الذين أتو بعده ان العمل يخضع للقيم وان سلعة كأية سلع أخرى . ان هؤلاء الآقتضاديين اظهروا اهمالآ كبيرآ عندما اعلنوا هذا . يقال ان العمل له قيمة ولكن ليس كقيمة السلعة نفسها . ان قيمة السلعة تعبير صوري ، انها خزانة كخزانة انتاج رأس المال . ان العمل ينتج رأس مال له قيمتة .. نجد شخصآ يتكلم عن قيمة العمل . العمل كالحرية .. انه شيء غامض وغير محدود بالطبعة ، لكنه يتحدد بطريقة واضحة كيفيآ بالشيء المتعلق به ، أي انه يصبح حقيقة بواسطة الانتاج )) ـــ الجلد 1 صفحة 61 .

  (( لكن هل توجد حاجة لنعتقد بهذا ؟ في الوقت الذي يغير فيه الاقتصادي اسم الاشياء أي الاسم الحقيقي للاشياء فانه يعترف بتقصيره ويبرهن انه غير جدير للسبب )) . ـــ برودون المجلد 1 صفحة 188 .

  لقد رأينا ان برودون يجعل قيمة العمل (( السبب القائم المحدد )) لقيمة المنتوجات لدرجة ان الاجور بالنسبة له وهي الاسم المرسحي لقيمة العمل ، تشكل مقرآ واحدآ لجميع الاشياء : وهذا هو السبب الذي يزعجه لاعتراض ساي عليه . في العمل كما هو في السلعة لايرى شيئآ الا التغير اللفظي . هكذا المجتمع كله ، المؤسس على تعبير صوري وسعري فاذا أراد المجتمع ان يخفف من عوامله التأخري التي تمنعه عن التقدم عليه ان يخفف ويقضي على كل التعابير المرضية وعليه ان يغير اللغة . وبعد كل هذا رأينا انه من السهل ان نرى برودون في عمله بالاقتصاد السياسي انه صور وشعره المعاني اللغوية و السمفونية فنرى ان تحوير برودون للفيلولوجيا يلعب دورآ كبيرآ في جدال برودون .

 
  ان العمل بقدر مايباع ويشتري يد كأية سلعة اخرى وله قيمة تبادل ، لكن قيمة العمل و العمل كسلعة ينتج قليلآ كقيمة القمح أو القمح كسلعة ، تخدم كطعام .

  ان العمل تكترث قيمته او تقل بالنسبة للسلع الغذائية ان كانت غالية أو رخيصة ، وفيما اذا كان العرض او الطلب على الايدي العاملة توجد لدرجة ما الخ ...

  ان العمل ليس (( شيئآ غامضآ )) انه دائمآ عمل محدود ، وليس العمل وحده الذي يباع ويشتري ، وليس العمل وحده الذي يحد كيفيآ بالنسبة للشيء ، لكن الشيء ايضآ يتحدد بقيمة العمل النوعي .

  فالعمل ، طالما انه يباع ويشتري ، يكون سلعة . لماذا يشترى ؟ (( لسبب القيم التي يعترض انه يتضمنها )) لكن اذا قيل عن شيء ما انه سلعة ، فحينئذ لايمكن أن يسأل لماذا يشترى ، يعني بالنسبة للمنفعة التي تستنتج منه ، ولنوع المفهوم الذي يقدمه . انه ( أي العمل ) سلعة اذا قسناه بشيء ما . ان كل جدل برودون نحدده بمايلي : ان العمل لايشتريى مشيء للاستهلاك كأداة للانتاج كما تشترى الآلة . العمل كسلع له قيمته ولكنه لاينتج . كان برودون قد قال انه لا يوجد شيء كهذه لسلعة ، ويحصل على أية سلعة لانها تعمل كهدف نافع وليس كسلعة ذاتها .

  وعندما تقاس قيمة السلعة يلاخظ برودون انه من المستحيل ان يتخلص من مقياس العمل كسلعة . انه يشعر بالخطأ عندما يعبر عن أقل نسبة للاجور بالسعر الطبيعي او العادي للعمل ، ولكي يتخلص من هذه النتيجة المخيفة يقول ان العمل ليس سلعة ولايمكن ان تكون له قيمة . وهو ينسى انه قد اتخذ قيمة العمل كمقياس ، وينسى ان طريقته كلها تقوم وتعتمد على العمل كسلعة وعلى العمل الذي يتبادل بالمقايضة ، وعلى العمل الذي يباع ويشترى ويتبادل بالمنتوجات الخ .. وعلى العمل الذي هوة مصدر لكل العوامل . انه ينسى كل شيء .

  ولكي يخلص طريقته فانه يوافق على ان يضحي بمبادئها .

  والآن نأتي الى دراسة تحديد ثان (( للقيمة المشكلة )) .

(( ان القيمة هي العلاقة النسبية للمنتوجات التي تشكل الثروة )) .

  دعنا نلاحظ في الدرجة الاولى ان هذه الجملة البسيطة (( القيمة التبادلية او النسبية )) تتضمن فكرة علاقة ما بين المنتوجات التي تتبادل . وعندما تعطي اسم (( العلاقة النسبية )) لهذه العلاقة لايحصل تغيير في القيمة النسبية ماعدا في التعبير . ان تحقير قيمة المنتوج يهدم نوعه كونه في (( علاقة نسبية )) مع المنتوجات الاخرى التي تشكل الثروة .

  ماذا ننتفع من هذا الشلاط الجديد اذ لا يعلمنا فكرة جديدة ؟

  تقترح (( العلاقة النسبية )) علاقات اقتصادية اخرى مثل النسبة في الانتاج ، النسبة الحقيقية بين العرض والطلب الخ .. ويفكر برودون في كل هذا عندما يريد ان يضع قاعدة للقيمة الحاصلة في السوق .

  في الدجة الاولى ، بما ان القيمة النسبية للمنتوجات تحدد بكمية العمل المقارنة المسعملة في الانتاج كله ، فان العلاقات النسبية التي تنطبق على هذه الحالة الخاصة تعبر عن كمية معينة من المنتوجات التي يمكن صنعها في وقت محدد التي يتم تبادلها الولحدة مع الاخرى .

  دعنا ننظر ماذا يستنتج برودون من هذه العلاقة النسبية .

  يعلم كل واحد انه عندما يتوازن ويتعادل العرض والطلب تتحدد القيمة النسبية لأئة سلعة بكمية العمل المتضمن به ، أي ان هذه القيمة النسبية تقوم مقام العلاقة النسبية و تحتمل نفس المعنى . ان برودون يقلب نظام ترتيب الأشياء . يقول ، ابدأ بقياس القيمة النسبية لمنتوج ما بكمية العمل المتضمن به تجد عندئذ ان العرض والطلب يتوازنان و يتعادلان و الانتاج يطابق الاستهلاك ، ويكون المنتوج ردآ قابلآ للتبادل وسعره الجاري يعبر بالظبط عن قيمته الحقيقية، و عوضآ ان نقول كأي شخص آخر ، عندما يكون الطقس جميلآ نرى كثيآ من الناس يخرجون للمتنزهات ، فان برودون يجعل شعبه يخرج للنزهة لكي يؤكد لهم ان الطقس جميل .

  ان النتائج التي يقدمها برودون عن سعر السوق المحددة مسبقآ بوقت العمل يمكن ان تحدد كما يأتي :--

  سنتبادل المنتوجات في المستقبل بنفس النسبة لتكاليف وقت العمل . فمهما تكن نسبة العرض و الطلب فان تبادل السلع سيتم اّا انتجت بنسبة معادلة للطلب . لنترك برودون يضع قاعدة كهذه لنفسه وسنسامحه عن ضرورة تقديم البراهين . وذا أصر على تحقيق فكرته ــ ليس كمشروع بل كاقتصادي ــ فعله ان يبرهن ان الوقت الذي يحتاج له ليخلق سلعة يشير بالظبط الى درجة منفعتها ويشير اى علاقتها النسبية بالطلب ، و لعلاقتها بالكمية الاجمالية للثروة . وفي هذه الحالة اذا بيع منتوج بسعر مساو لتكاليف انتاجه ، نرى ان العرض و الطلب يتعادلان دائمآ لأن تكاليف الانتاج تفترض ان تعبر عن العلاقة الحقيقية بين لعرض والطلب .
   
 يحاول برودون عادة ان يبرهن ان وقت العمل الذي يحتاج لخلق منتوج يشير الى علاقة النسبية الحقيقية للحاجات حتى ان الأشياء التي يكلف انتاجها اقل وقت هي الاكثر نفعآ . ان مجرد انتاج شيء للأبهة يبرهن ــ بالنسبة لهذذ المبدأ ــ ان المجتمع عنده وقت اضافي وكاف يسمح له ان يشبع حاجة الأبهة و الفخفخة .

  يجد برودون البرهان القوي لنظريته عندما يلاحظ ان الاشياء الاكثر نفعآ تكلف اقل وةقت لانتاجها و يلاحظ ان المجتمع يبتدىء اولآ بالصناعات الأكثر سهولة ويتابع في انتاج الأشياء التي تلف عمل أكثر والتي تشبع و نقابل درجة أعلى من الحاجات .

  ان برودون يستعير من دوييه Dunoyer مثل الصناعة المجردة ــ جمع الفواكه و العناية بالمراعي والصيد البري واصيد البحري الخ .. التي هي أبسط وأقل تكاليف الصناعات والتي استعملها الانسان ثاني يوم خلق به ، ان اول يوم من ولادته موجود في سفر التكوين Cenesis  اذ يرينا اللة كصانع العالم .

  تحدث الأشياء بطريقة مختلفة عن الطريقة التي يتصورها برودون وفي اللحظة التي تبتدىء فبها المدنية يبتدىء الانتاج و يؤسس على عملية التناقض في الانظمة وفي الملكيات وفي الطبقات واخيرآ التناقض في العمل المجتمع وفي العمل الواقعي . واذا لايوجد تناقض لا يوجد تقدم . وهذه هي القاعدة التي اتبعتها المدنية ليومنا هذا . والى الآن نرى ان القوى الانتاجية تمت بمساعدة هذه الطريقة ــ صراع الطبقات ــ ولنقل الآن ان كل حاجات العمال اشبعت ــ ان الناس كانوا يقدرون ان يكرسوا انفسهم لخلق منتوجات من نوع أعلى ــ أي لخلق صناعات أكثر تعقيدآ ــ يعني ان تتخلى عن فكرة صراع الطبقات وان نقلب الحقائق التأريخية رأسآ على عقب . وقولنا هذا يشبه الحلة في الامبراطورية الرومانية حيث كان الاسياد يربون نوعآ من السمك في أحواض وهكذا كان يوجد طعام كاف ليكفي تغذية الشعب الروماني [ وهذا السمك لم يكن ليكفي الا كطعام الاسياد ] . ونرى العكس ، ان الشعب الروماني لم يكن عنده كفاية ليشتري الخبز بنما كان الرومانيون الأرستقراطيون يملكون العبد وكانوا يلقون عبدهم هؤلاء طعامآ للسمك في الأحواض .

  يرتفع اسعار الطعام باستمرار بينما تسقط اسعار البضائع المصنوعة والكمالية باستمرار . خذ الصناعة و الزراعة ذاتها : ان الاشياء التي لايستغنى عنها كالقمح و اللحم الخ ... ترتفع اسعارها بينما القطن والسكر والقهوة الخ .. تسقط اسعارها في نسبة مدهشة ، حتى بين المأكولات الممتعة مثل أراضي شوكي الخ .. فهي الآن أرخص من الأكولات ذات الضرورة الأولية . ونجد في عصرنا هذا ان انتاج الأشياء الثانوية الزائفة اسهل من انتاج الأشياء الضرورية . وأخيرآ وفي فترات تأريخية مختلفة نجد ان علاقات الأسعار ليست فقط مختلفة لكنها مناقضة لبعضها البعض . ففي العصور الوسطى كلها كانت المنتوجات الزراعية أرخص نسبيآ من المنتوجات المصنوعة ، وفي الوقت الحاضر نجد ان النسبة معكوسة ، فهل هذايعني ان المنتوجات الزراعية نقصت منذ القرون الوسطى ؟  

ان منفعة المنتوجات تتجدد بالأحوال الاجتماعية التي يجد فيها المستهلكون أنفسهم ، وهذه الأحوال نفسها تقوم صراع الطبقات .  

ان القطن والبطاطا والكحول كلها اشياء ذات المنفعة العامة . لقد سببت البطاطا مرض Serofola  واعطى القطن والغزل منفعة رغم ان الصوف والغزل يكونان في كثير من الأحيان ذات نفع اكبر . و أخيرآ ظهرت الكحول بشكل البيرة و النبيذ رغم ان الكحول تستعمل كمادة أساسية لكنها معروفة انها مواد مسمة : وامدة قرن كامل عبثآ جاهدت الحكومات ان تكافح الأفيون الأوروبي .

  لماذا تكون البطاطا و الكحول والقطن محور المجتمع البرجوازي ، لأن هذه الأشياء تحتاج لأقل كمية من العمل لانتاجها وكنتيجة لها أرخص الأسعار . ولماذا يحدد السعر الأقل للاستهلاك الأعلى ؟ ألانه نتيجة للمنفعة المطلقة لهذه الأشياء ، لمنفعتها التي تقدمها لحاجات العامل كرجل وليس للرجل كعامل ؟ كلا لأنه في مجتمع قائم على الفقر نجد ان أفقر المنتوجات تتحمل حظها السيء المدمر لأن أكبر عدد يستعملها وحتاج لها .   


ولنقل الآن ان الأشياء التي تكلف أقل كلفة هي ذات الاستعمال الأكبر ، يجب أن تكون ذات منفعة أكبر ، ان قوانا هذا يعني ان استعمال الكحول الكثيرة ــ بسبب تاكاليف انتاجها القليلة ــ يعني البرهان القاطع على ضعفها : هذا يعني أيضآ اخبار البروليتاريا ان البطاطا أصح و أحسن لهم من اللحم : انه القبول بالحالة الحاضرة انة برودون الذي يقدم اعتذاره عن مجتمع لا يفهم هذا .

  ففي مجتمع مقبل ــ حيث يبطل صراع الطبقات ــ حيث لن توجد طبقات ــ لن يتحدد الاستعمال بالوقت الأقل لانتاجه : لكن وقت الانتاج المعد لادوات مختلفة سيتحدد بدرجة منفعتها الاجتماعية .

  ولنعد الى نظرية برودون : -- عندما يبطل وقت العمل الضروري لانتاج اداة ، ان يكون التعبير عن درجة المنفعة ، نجد ان قيمة التبادل لهذه الأداة ــ المحددة بوقت العمل المتضمن بها ــ تصبح غير قادرة ان تنظم العلاقة الحقيقية بين العرض و الطلب .

  ليس كل منتوج بسع تكاليف انتاجه هو الذي يشكل (( العلاقة النسبية )) للعرض و الطلب او لكون النسبة لهذا المنتوج وفقآ لحاصل مجموع الانتاج . ان التغييرات في العرض والطلب التي تظهر للمنتج أية كمية لسلعة معطاة يجب ان ينتج حتى يستعيد كتبادل على الأقل تكاليف الانتاج . وبما هذه التغيرات تحدث باستمرار ، توجد حركة دائمة السحب وتوظيف رأس المال في فروع مختلفة في الصناعة .

 (( ان نتيجة هذه التغييرات تؤدي لجعل رأس المال ان يستثمر نسبيآ ، فانتاج سلع مختلفة ثم عندما تكون هذه السلع مطلوبة . فعند ارتفاع السعر او انخفاضه ، ترتفع الفوائد زيادة أو تنخفض تحت مستواها العام ، وحينئذ يشجع توظيف رأس المال او توظيفه في المسائل التي حصل فيها التغيير )) . (( وعندما ننظر الى أسواق حديثة كبيرة ونلاحظ كيف انها مجهزة بانتظام بالبيوت و بالسلع الأجنبية بالكميات المطلوبة ، في كل هذه الظروف بالنسبة لتغيير الطلب العائد لانحطاط الذوق أو لتغيير في عدد السكان بدون احداث أية تأثيرات من جراء غزارة العرض أو احداث أسعار عالمية من العرض اذا لم يكن متساوية مع الطلب ، يجب ان نعترف ان المبدا الذي ينجز في رأس المال بالنسبة لكل تجارة بالكمية المعقولة يتطلب نشاطآ أكثر من الشيء المفروض )) . ــ ركاردو ، المجلد 1 ، صفحة 105 و 108 .

  لو يقبل برودون ان قيمة المنتوجات تتحدد بوقت العمل ، لاصبح يقبل ان تذبذبات الحركة وحدها في مجتمع مؤسس على التبادلات الفردية يجعل العمل ان يكون قياسآ للقيمة . لا توجد علاقة نسبية مشكلة وحاضرة لكن توجد حركة مشكلة .

  لقد رأينا بأي شكل يكون صحيحآ ان نتكلم عن (( النسبة ) كنتيجة للقيمة المحددة بوقت العمل . وسوف نرى الآن كيف ان هذا القياس بالوقت الذي يدعوه برودون (( قانون النسبة )) ينتقل ويصبح قانون عدم التناسب .

  ان كل اختراع جديد يساعد على انتاج شيء ما بساعة بينما كانت ينتج ف ساعتين يقلل من قيمة كل البضاعة المتشابهة في السوق . والمنافسة تجبر المنتج ان يبيع انتاجه الذي اخذ ساعتين وقت عمل بسعر المنتوج الذي أخذ ساعة واحدة ، ان المنافسة تحقق القاعدة التي تجعل القيمة النسبية لمنتوج ما ان تحدد بوقت العمل الذي يحتاج له لانتاجه . فوقت العمل عندما يخدم كمقياس لقيمة السوق يصبح بهذه الطريقة القانون المستمر لتحقير العمل سنقول شيئآ أكثر . ان التحقير لا ينال كل السلع التي يأتي الى السوق فقط بل انه ينال ادوات الانتاج و ينال كل المصانع . ان ريكاردو أظهر هذه الحقيقة عندما قال (( بزيادة مستمرة لتسهيل الانتاج ، نحن ننقص باستمرار قيمة بعض السلع قبل انتاجها )) المجلد 1 صفحة 59 .

  ونرى سيسموندي يقول أكثر مما قاله ريكاردو : -- (( ان القيمة المتعلقة بوقت العمل هي سبب كل التناقضات في الصناعة الحاضرة وفي التجارة .. (( وان القيمة التجارية هي دائمآ تحدد في المدى الطويل بكمية العمل الذي يحتاج له للحصول على الشيء المعطى قيمته : وهذا لا يكون في الواقع ما كلفت كمية العمل لكنها تعني ما ستكلف في المسقبل لدى تحقيق وسائل كاملة وأحسن : وهذه الكمية ــ رغم انه من الصعب اعطاء قيمة لها ــ تقوم دومآ على المنافسة ... وعلى هذا الأساس يقوم طلب البائع وعرض المشتري . فالأول يصرح أن الشيء قد كلفه عمل عمل عشرة أيام : -- لكن الثاني اذا تحقق ان الشيء لم يكلف الا عمل ثمانية أيام ، فبواسطة المنافسة التي تعمل بين الفريقين المضادين ، غير ان سعر الشيء ينقص ويثبت سعر السوق على قيمة عمل ثمانية أيام . وطبعآ فان كل فريق يعتقد ان الشيء نافع وانه مرغوب به وانه لولا الرغبة لايتم الشراء ، لكن تثبيت السعر لايتعلق بالمنفعة )) ــ دراسات : المجلد 2 ، صفحة 267 . طبعة بروكسل .

  من المهم ان نوضح النقطة التي تقول ان ما يحدد القيمة ليس الوقت المأخوذ لانتاج شيء و لكن أقل نسبة وقت ممكن لانتاجها ، وتؤكد المنافسة وجود هذه ــ أقل نسبة ممكن ــ . لنفترض انه لاتوجد منافسة وهكذا لا توجد بعض وسائل تؤكد وجود أقل نسبة وقت عمل ضروري ممكن لانتاج سلعة ، فماذا يحدث ؟ يكفي ان نقضي عدة ساعات عمل لانتاج الشيء حتى يكون لنا الحق ـــ بالنسبة لبرودون ــ ان نبادله بنفس الشيء الذي قضى في انتاجه ساعة واحدة .

  وعوضآ أن نحصل على (( علاقة نسبية )) أصبحت عندنا علاقة غير نسبية ، هذا اذا أردنا ان نقول عن العلاقة انها صالحة أو رديئة .

 ان تحقير العمل يمثل جهة من الموضوع أي يمثل نتيجة لتقييم السلع بوقت العمل . و أن ارتفاع الاسعار المتتابع وفائض الانتاج وكثيرآ من المظاهر في الصناعة لها شرحها الخاص فيما يتعلق بهذا النوع التقييم .

  و لكن هل ان وقت العمل بما انه يستعمل كمقياس للقيمة يسبب ارتفاع ــ على الأقل المنتوجات النسبية المختلفة ؟ ( وهذا القول يس و يفرح برودون ) .

  على العكس ، ان الاحتكار في حركته يسطر على المنتوجات في العالم ، وكما ان كل واحد يعلم ان الاحتكار على عالم وسائل الانتاج ، ففي فرع قليلة من الصناعة ــ مثل صناعة القطن ــ نجد تقدمآ سريعآ . والنتيجة الطبيعية لهذا التقدم هي ان منتوجات صنع القطن ، مثلآ ، تسقط اسعارها بسرعة : - و لكن بما ان القطن ينخفض فان سعر الغزل يرتفع كمنتوج مقابل له . و ماذا يكون الناتج ؟ يستعاض عن الغزل بالقطن . وبهذه الطريقة نرى أن الغزل قد عدم استعماله تقريبآ في كل أمريكا الشمالية . ونحصل ــ عوضآ عن الاختلاف النسبي للمنتوجات ــ عل تثبيت سلطة الفطن .

  وماذا يتبقى لنا من هذه (( العلاقة النسبية )) ؟ لا شيء سوى الرغبة المقدسة عند رجل نبيل يريد ان ينتج السلع بنسب تسمح بيعها بسعر نبيل . ونجد البرجوازي الطيب في كل العصور بطبيعته ونجد الاقتصادي الانساني الرحيم ، نجدهما مسرورين للتعبير عن هذه الرغبة البريئة .  

ولنستمع مايقوله خبير هو Boisguillebert .

(( ان سعر السلع يجب أن يكون دئمآ نسبيآ ، والتفاهم الحبي وحده يجعله ان يكون هكذا حتى يعطي بعضه ابعض في أي وقت ( أي لتبادل ) و ليسبب ولادة الواحدة الأخرى ( أي الواحدة تسبب وجود الثانية ) ... ولا تكون الثروة عندئذ سوى هذه الهلاقة المستمرة بين انسان وانسان وبين صناعة و صناعة الخ .. ومن السخافة ان نفتش عن سبب التعاسة والشقاء اينما كنا اذا لم نوقف هذه المحنة التي ادت الى فوضى في نسبة الاسعار )) ، كتابه ــ بحث في طبيعة الثروات ــ .

ولنستمع الآن الى اقتصادي معاص :

  (( ان القانون الضروري تطبيقه على الانتاج وهو قانون النسبة الذي يقدر وحده ان يحفظ استمرار القيمة ... يجب ان تضمن لهذا القانون شيئآ معادلآ له .. لقد حاولت كل الآمم في فترات مختلفة من تأريخها ان تضع عدة نظم تجارية وعدة تحفظات ( أي حماية ) لكي تؤثر ، بدرجة ما ، على السيء الذي ترضاه الآن لكن الأنانية الطبيعية المخلوقة مع الانسان ... دفعته ان يحطم كل هذه النظم و القواعد . فالانتاج النسبي هو تحقيق الحقيقة الكلية لعلم الاقتصاد الاجتماعي )) ــ اتكنسون ، في كتابه ،، مبادىء الاقتصاد السياسي . ــ .

  Fuit Troja ( وتعني طروادة غير موجودة بعد الآن ) . ان هذه النسبية الحقيقية بين العرض واطلب ــ التي بدأت مرة أوخرى في ان تكون مصدر رغبات عديدة ـ وقفت عن استمرار وجودها فانتقلت الى طور الشيخوخة واهدوء ، لقد مر وقت عندما كانت وسائل الانتاج محدودة . و عندما كانت حركة التبادل تأخذ مجراها ضمن حدود ضيقة . وبولادة الصناعة ذات الانتاج الضخم انتهت هذه النسبة الحقيقية : وأصبح الانتاج مجبرآ أن يمر في ممرات متتابعة ومتعرجة من الازدهار و الانخفاض والازمات والهدوء وأخيرآ يعود من جديد الخ ..

  ان هؤلاء ــ مثل سيسموندي ــ الذين يريدون ان تعود النسبة الحقيقية في الانتاج ــ وهم يريدون ان يحتفظوا بقواعد المجتمع الحديث ــ انهم تقدميون ولكنهم يجب ان يرغبوا ليعيوا كل حالات الصناعة الأخرى التي كانت قائمة في الأوقات السلبقة .

  وما الذي جعل الانتاج يحتفظ بنسبة أقل أو أكثر ؟ أهو الطلب الذي تحكم بالعرض الذي أتى قبله ؟ يتبع الانتاج آثار اقدام الاستهلاك . أن الصناعة الضخمة ــ هي مجبرة بوسائلها ان تنتج بكميات اكبر ــ لا تقدر ان تنتظر الطلب . ان الانتاج يسبق الاستهلاك والعرض يجبر الطلب .

  ففي المجتمع الكائن ــ في الصناعة القائمة على التبادل الفردي ــ نجد ان فوضى الانتاج ، هي أساس الشقاء و التعاسة كما تشكل أيضآ أساس الازدهار .

  وهكذا يتم تبادل الواحد بالآخر : -
  فاما أنك تريد اعادة النسبة الحقيقية التي سائد في القرون الماضية لكي تطبقها وسائل الانتاج الحاضر ــ وفي هذه الرغبة انت متقدم طوباوي ، وأما انك تريد التقدم بدن فوضى وفي أية حال ، حتى تستطيع ان تحفظ القوى الانتاجية ، يجب ان تهجر وتتخلى عن التبادل الفردي .

  ان التباد الفردي يناسب الصناعة الخفيفة ( ذات الانتاج القليل ) التي كانت سائدة في الماضي ، التي كانت تسي مع رفيقتها (( القيمة النسبية )) أو انك تفضل الصناعة الضخمة ، ( ذات الانتاج الكثير ) مع كل ما تجلبه من شقاء و فوضى .

وبعدة كل هذا ، نجد ان تحديد القيمة بوقت العمل ــ هذه القاعدة التي يقدمها لنا برودون كالقاعدة الخلاقة في المستقبل ــ هي اذن عبارة عن التعبير العلمي للعلاقات الاقتصادية في المجتمع الحديث ، كما قال عنه ريكاردو وأظهره بمثل برودون ــ و لكن هل تطبيق فكرة ((التعادل أو التساوي )) بالسنة لهذه القاعدة التي تخص برودون ؟ أكان هو أول من فكر باصلاح المجتمع في ان يحول كل الناس الى عمال حقيقيين يتبادلون كميات متساوية من العمل ؟ أكان حقه ان يوبخ الشيوعيين كما يلي :-- هؤلاء الناس الفرغون الذين تنقصهم معرفة الاقتصاد السياسي ، هؤلاء (( الرجال الحمقى العنيدون )) ، (( هؤلاء الحالمون في الفردوس )) ــ أمن حقه ان يوبخ هكذا رغم انه لم يحل مسكلة البروليتاريا ؟

  ان كل شخص مطلع على سير فكر الاقتصاد السياسي في انطلترا يعرف ان معظم اشتراكي هذه البلاد عرضوا في أوقات مختلفة فكرة التعادل والتساوي قال بها ريكاردو . ونستطيع أن نعيد ذكر بعضهم لبرودون :-- هودجكين Hodgkin في كتابه (( الاقتصاد السياسي )) سنة 1827 ، و ادموندس Edmonds   ، في كتابه (( الاقتصاد السياسي الواقعي و الاخلاقي )) سنة 1828 . و وليام تومبسون Thompson  في كتابه (( بحث في مبادىء توريع الثروة التي تناسب السعادة البشرية )) سنة 1824 .

  وسنفرح نحن ان نسمع لشيوعي انكليزي براي Bray وسنقدم بعض أقوله المدهشة في كتابه (( مساوىء العمل والواء لهذه المساوىء )) سنة 1839 . وسوف نتحدث عن هذه المقاطع لأن براي لايزال معروفآ قليلآ في فرنسا . ولأننا نفكر اننا اكتشفنا به مفتاح الماضي واحاضر والمستقبل لكتاب برودون :-

  [ ان الطريقة الوحيدة للوصول للحقيقة هي ان نعود حالآ الى المبادىء الاولية ... دعنا ... نعود الى الاصل الذي انبثقت عنه الحكومات ... ولدى عودتنا الى اصل الشىء ــ غير ان كل شكل حكومي وكل شر أو خطأ اجتماعي وحكومي يعود لخطأ في النظام الاجتماعي الكائن ــ يعود لشكل الملكية كما هي كائنة الآن ــ وعندئذ اذا وضعنا حدآ لأخطائنا و لتعاستنا حلآ وللأبد ، نجد ان التنظيم الحاضر للمجتمع ينقلب رأسآ على عقب ... وهكذا نحاربها ( أي الاخطاء ) على أرضها وبسلاحها ، وسوف نتجنب هؤلاء (( الخياليين الحالمين اللاشعوريين )) و هؤلاء (( النظريين )) الذين يدعون بحق انهم يسيرو على الطريق الحقيقي . وقبل ان نحقق هذه الخطوة أي عندما نحطم هذه الأخطاء ، يجب على الاقتصاديين ان يتنكروا لمبادئهم التي عوها حقيقة مطلقة ] براي صفحة 17 ، 41 .

  [ ان العمل وحه هو الذي يعطى القيمة ... وكل انسان لة حق شرعي أن ينال عملة الذي قام به ، وعندما يحصل على ثمار عمله ، لايقترف اثمآ أو خطآ ضد أي مخلوق بشري آخر ، لأنه لا يتدخل بحق غيره ولان غيره يعمل مايشاء عمله .. كل الآراء التي تتكلم عن ــ الرئسي والثانوي ــ عن السيد والرجل ــ يجب اهمالها بواسطة المبادىء الأولى ، ويجب ايضآ اهمال نتائج عدم المساواة في الملكيات ، وهذه الآراء يجب ان لا تقوم لها قائمة ولا المؤسسات المؤسسة عليها لانه لم نحطمها فان عدم المساواة والفروقات ستبقى موجودة . ان الناس تأملو وهم عميان ان يجدوا علاجآ لحالة الأشياء الحاضرة غير الطبيعية .. وكان علاجهم ان يحطموا الفروقات ولكنهم يتركون السبب الرئيسي الذي خلق و أوجد الفروقات ، ولكننا سنرى قريبآ .. ان سوء التدبي الحكومي ليس هو السبب لكنه نتيجة للسبب الرئيسي ــ وانه ليس الخالق بل المخلوق ــ وان سوء التدبير الحكومي نتيجة لعدم المساواة أي الفروقات في الملكيات ، والفروقات في الملكيات تتصل اتصالآ وثيقآ بنظام الاجتماعي الحاضر ] براي صفحة 33 ، 36 ، 37 .

  [ ان المساواة تحقق الحسنات الكبرى والعدالة ... وكل انسان يشكل حلقة متصلة في سلسلة الاسباب ــ البداية لا تكون الا فكرة والنهاية ، ربما تكون انتاج قطعة ثياب . وهكذا ، رغم اننا نشعر بمشاعر مختلفة نحو الاخزاب المتعددة ، ولكن هذا لا يعني ان شخصآ يجب ان يقبض أو يدفع له أكثر من غيره . فالمخترع ينال ــ علاوة على مكافأته المادية التي يحصل عليها النوابغ ــ استحساننا وموافقتنا . (( ومن طبيعة العمل و التبادل ، نجد أن العدل لا يتطلب فقط ان على المتبادليين ان يتبادلوا بمحبة و صداقة بل يجب ان يكونوا متساوين في المنفعة ، للناس طريقتان تجعلهم ان يتبادلوا مع بعضهم : -- العمل ونتاج العمل ... فاذا أوجدنا طريقة عادلة للتبادل فان قيم الأشياء تتحدد بتكاليف الأنتاج العامة . ونجد أن تتبادل بقيم متساوية . فاذا استهلك صانع قبعات يومآ لصناعة قبعة واذا استهلك صانع أحذية يومآ لصناعة حذاء ــ واذا افترضنا ان نودع المادة التي يستعماها الاثنان لها نفس القيمة ــ واذا تبادلا هذين الشيئين مع بعضهما . فانهما لا يتابادلان فقط محبة و صداقة بل ان منفعتهما كانت مضمونة :- فالحسنة التي ينالها كل فريق منهما لا تكون سيئة للآخرين لأن كل واحد أعطى نفس الكمية من العمل ، والمواد التي استعملها كانت قيمة متساوية . ولكن اذا كان على صانع القبعات أن ينال زوجين من الاحذية مقابل قبعة واحدة ، ــ الوقت وقيمة المواد لاتزال كما كانت ــ فان التبادل يكون غير عادل . فصانع القبعات غير صانع الأحذية بقينة يوم عمل واحد ، واذا بقي الاول على خداعه طوال السنة فانه ينال بعمل نصف سنة نتاج عمل شخص قام به كل السنة . وهنا لانرى الا تطبيق هذه النظرية الظالمة فيفي التبادل ــ لقد اعطى العمال للرأسمالي عما سنة كاملة ونالوا قيمة نصف سنة فقط . ومن هذه النتيجة ــ وليس من الافراد ــ وجدت الفروقات في الثروة وفي القوة التي نجدها اليوم ، انها حالة مؤلمة فيما يتعلق بالفروقات التبادلية ــ الفروقات بين الشراء بسعر و البيع بسعر آخر هذه الفروقات جعلت الرأسماليين يستمرون رأسماليين ، وجعلت العمال ان يبقوا عمالآ ــ فالأول ظل يمثل طبقة الجبارة و الأسياد والثاني ظل يمثل طبقة العبيد ــ وهذا الفرق يبقى للأبد اذا بقيق نفس الأحوال... وهذه المصلحة كلها ترينا كيف ان النتيجة التي تجعل الفرق على أساس المقدرة في الجسم و الذكاء بين الرأسماليين و المالكين لايعملون شيئآ الا أن يعطيه العامل عن عمله في هذا الاسبوع ما كان قد عمله في اسبع مضى ــ وهذا يعني ان الرأسمالي لم يعطه شبآ في هذا الأسبوع عن عمل قابه .. فالمصلحة كلها اذن بين المنتج و الرأسمالي هي خدمة ملموسة ، انها مهزلة حقآ ، وهي تمثل سرقة مشروعة ] . براي صفحة ، 45 ، 48 ، 49 ، 50 .

  [ ... ان ربح المستخدم يعني دومآ خسارة المستخدم ــ حتى يصبح التبادل بين الفريقين متساويين ، و التبادل لا يمكن أبدآ أن يكون متساويآ اذا بقي المجتمع مقسمآ ارأسماليين و منتجين ــ ان المستخدم يعيش على عماه و المستخدم يبتلع فوائد و أرباح عمل المستخدم .

  (( فمن الواضح )) يتابع براي (( انه ولو أسسنا أي شكل حكومي نريده ... وهنا تتجرد عن الآخلاق و المحبة ... فاننا لا توجد مساواة اذا أوجدنا تبادلآ لا يبني على المساواة . ان عدم المساواة في التباد ــ بما انه سبب عدم المساواة في الملكيات ــ هو العدو اللدود الذي يبتلعنا )) .

  (( لقد استنتج أيضآ من جراء اعتبار نوايا و أهداف المجتمع ان جميع الناس يجب ان يعملوا لكي يصبحوا أصحاب تبادل ، وان القيم المتساوية يجب أن تبادل دومآ بقيم متساوية ــ واستنتج ــ بما ان ربح رجل واحد يجب ان لا يكون نتيجة لخسارة رجل آخر ، فالقيمة يجب ان لاتحدد بتكاليف الانتاج ، لكننا رأينا في النظام الاجتماعي الحاض .. أن ربح الرأسمالي و ربح الرجل الغني يعني دومآ خسارة الرجل الفقير أي العامل ــ ستبقى هذه النتيجة موجودة ــ ويترك الرجل الفقير عادة تحت رحمة الرجل الغني ــ في أي نظام أو شكل حكومي طلما ان عدم المساواة في التبادل . يبقى ولا نستطيع ان نتأكد من تحقيق المساواة في التباد الا في أنظمة اشتراكية يكون العمل عامآ الجميع .. فاذا كانت التبادلات متساوية ، نجد ان ثروة الرأسماليين تنتقل تدريجيآ الى الطبقات العاملة )) ] براي ، صفحة 53 ، 55 .

  [  وطالما أن هذه الطريقة أي عدم التساوي في التبادل تطبق فان المنتجين يكونون تقريبآ فقراء وجهالآ و سيبقون يعملون بكد وتعب كما يعملون الآن ، وستبقى الحالة هكذا حتى ولو عملت الحكومة على تخفيف الوطأة عليها وحتى ولو الغيت كل الضرائب ، ولا يفيد شيء الا تغيير كامل للطريقة ــ ان المساواة في العمل و التباد ــ يقدر أن يغير هذه الحالة ... لاينقص المنتجون الا الجهاد ... وهذا الجهاد يجب ان يكون من أحل خلاصهم وعندما يقومون بهذا الجهاد فان سلاسلهم ستتحطم للأبد ... و كنتيجة ، نقول ان المساواة السياسية هي سبب من أسباب فشلهم ، وكوسيلة تبقى فشلآ لهم .

  (( وعندما يطبق مبدأ المساواة في التبادل نجد ان ربح انسان لا يمكن ان يكون نتيجة لخسارة انسان آخر )) لأن كل تبادل يكون عندئذ مجرد انتقال وتحويا ، وليس تضحية للعمل و للثروة ، وهكذا ، رغم أنه في نظام اجتماعي قائم على مساواة في التبادل ، نجد ان رجلآ بخيلآ يمكن أن يصبح غنيآ ، ولكن ثروته لا تكون الا النتاج المتجمع من عمله الخاص ، في امكانه ان يبادل ثروته او يتمكن أن يعطيها للآخرين ... لكن رجلآ غنيآ لا يقدر أن يستمر ويبقى غنيآ لمدة طويلة من الزمن اذا ترك عمله . ففي نظام يقوم على المساواة في التبادل لا يكون للثروة أية مقدرة خالقة و مكثرة للثروة ، وهكذا عندما يستهلك هذه الثروة لا تعود له مرة أخرى ، وما ندعوه الآن بالأرباح والفوائد لن يوجد أبدآ بالنسبة للمساواة في التبادل ، لان المنتج والموزيع يكافآن مثل بعضهما ، وحاصل مجموع عملهما يحدد قيمة الشيء الذي يضعونه بين أيدي المستهلك ...

  ان مبدأ المساواة في التبادل يجب أن تضمن وتؤكد بطبيعتها العمل الاجتماعي  ] . براي ، صفحة 67 ، 88 ، 89 ، 109 ، 110 .

  وبعد ان يكون قد دحض آراء الاقتصاديين التي وجهوها ضد الشيوعية ، يتابع براي قائلآ : -

[  وعندئذ يجب ان توجد صفات جديدة و ضرورية لتحل محل النظام القديم . واذا لم تجد هذه الصفات فان المجتمع يعود على أعقابه الى نظامه القديم ، لذلك يجب ان ننهي الانسان لأحسن حلة يرغب بها . وعلى الأقل اذا لم نفلح بايجاد الطريقة الناجعة فيحب ان نجد طريقة جديدة ــ طريقة بين الماضي والحاضر ، ومن هذه الطريقة أو النقط ننطق الى الأمام ممتلئين بهذه الصفات التي تدعم ركائز المجتمع القائم على المساواة  ] براي ، صفحة 134 .

  [  ((ان الحركة تتطلب فقط التعاون بابسط مظاهره ... فتكاليف الانتاج ستحدد القيمة لكل دقيقة )) ستتبادل القيم المتساوية بقيم متساوية . فاذا اشبغل عامل طول الاسبوع . واذا اشتغل عامل آخر نصف الاسبوع ، فان الأول ينال ضعف المكافأة زيادة عن الثاني ، و لكن هذه الزيادة في الدفع لا تكون على حساب الآخر ، ولا تكون الخسارة التي تقع على عاتق الثاني نتيجة لعمل وربح الأول . ان كل شخص سيبادل الأجور التي ينالها هو فرديآ ، سيبادلها بسلع من نفس القيمة كأنها اموره الحقة ، ولا يكون ربح أي رجل أو لا تكون أربح أية تجارة نتيجة لخسارة تجارة أوخرى . ان عمل كل فرد يحدد وحده أرباحه و خسائره ..

  (( اننا نستطيع بواسطة مجالس ادارة التجارة العامة والمحلية ان نحدد للأمة و لكل شركة فردية في نظام حاجز كل كميات السلع المتنوعة المطلوبة للأستهلاك ــ نحدد القيمة النسبية لكل سلعة بالنسبة للسلعة الاخرى ــ ونحدد عدد الايدي العاملة المطلوبة في التجارات المختصة وفي الاعمال ، ونحدد كل الامور المتعلقة بالانتاج والتوزيع . أن توزيع الناس في المدن و اقرى ــ بحالة الرديئة ــ لايمكن بحثا أو أن نتدخل به ــ ولكن في النظام الحاضر يكون كل شخص مطلق الحرية أن يعمل و القسم الأكبر في المجتمع يقسم الى اقسام صغرى وأصغر ، وكل هذه الأقسام تعمل وتنتج و تتبادل منتوجاتها على أساس مساواة تامة .. وفي هذا النظام  يكون العمل هو تجمع المجتمع الحاضر حتى يحصل الشيوعية . ويقبل الأفراد الملكية في المنتوجات لان الملكية عنئذ تكون جماعية وتكون لها مقدرة انتاجية واحدة ــ وسيعتمد كل فرد على اعتابه وفي نفس الوقت يسمح له ( لأي فرد ) مشاركة عادلة ومساوية في كل عمل تقدمه الطبيعة و الفن ــ وهكذا يكون الفرد جاهزآ لان يتقبل المجتمع كما هو وان يحضر الطريق لتغيير افضل ))  ]  براي ، صفحة 185 ، 160 ، 162 ، 168 ، 194 .

  اننا بحاجة الآن ان نجيب براي بكليمات قليلة اذ لولانا لكان مساعدآ لأخطاء برودون ، ولكن براي يقترح قياسات يفكر انها صالحة لفترة الانتقال بين المجتمع الكائن و المجتمع الشيوعي .

  ان عمل ساعة تخص بطرس تتبادل بساعة من عمل بولس . هذه هي فرضية براي الأساسية .

  دعنا نفترض ان بطرس عليه اتمام 12 ساعة عمل ، وعلى بولس ان يتم 6 ساعات . فبطرس يقدر ان يعمل تبادلا مع بولس بست ساعات مقابل ست ساعات . ويكون لبطرس ست ساعات عمل بقيت له ، فماذا يعمل بعمل هذه الساعات الستة ؟ .

  اما انه لا يعمل شيئآ ــ اي انه يكون قد عمل ست ساعات مقابل لاشيء أو انه يبقى باظلآ عن العمل ست ساعات حتى ينال قيمة ست ساعات عمل ، ويكون عندئذ قد بادل بولس 12 ساعة بعمل ست ساعات .

  وماذا يكون بطرس قد ربح في النهاية من بولس ؟ بعض ساعات عمل ؟ كلا ، يكون قد ربح فقط بعض ساعات من الفراغ ، سيكون مجبرآ يلعب دور العاطل عن العمل لمدة ست ساعات .

  لنعود اى مثالنا ، لو كانت هذه الساعات الفراغ التي ربحها بطرس زيادة عن بولس ربحآ حقيقيآ ! ان بولس مبتدىء بعمل ست ساعات سيصل بعمله المتواصل والمنظم الى نفس النتيجة التي توصل لها بطرس في مدة أطول . وكل واحد يتمنى ان يكون بولس . وستوجد منافسة لملء أو احتلال مركز بولس ، هذه المنافسة هي التعطيل عن العمل . حسنآ ، وماذا يأتي بعد ذلك ؟ وماذا جلبت لنا نظرية تبادل كميات متساوية من العمل ؟ جلبت لنا انتاجآ فائضآ ، تخفيضآ في القيمة ، زيادة العمل تتبعه البطالة ، بكليمة تكون العلاقات الاقتصادية كالتي نراها اليوم في مجتمعنا قد حذفت منها المنافسة في العمل .

  كلا : نحن مخطئون ! هناك حل يمكن ان يخلص مجتمعآ مؤلفآ من أناس أمثال بطرس و بولس . ان بطرس سيستهلك بنفسه نتاج ساعات الستة التي تركها . ولكن بما أنه ليس عنده أي شيء أكثر للتبادل لأنه انتج فلا يكون بحاجة لينتج للتبادل ، ولكن هذه الفرضية القائمة على مجتمع مؤسس على التباد ستجد خلاصها في الواقع الذي يبرهن لنا أن التبادل سيصل الى نهايته و يقف : ان بولس وبطرس سيصلان الى حلة روبسون .   
     
  وهكذا اذا افترضنا أن كل اعضاء المجتمع عمال واقعيون ، فان تباد كميات متساوية من ساعات العمل ممكن بشرط ان تصرف عدد الساعات على انتاج مادي يتفق عله قبل العمل . لكن هذه الاتفاقية تنفي التبادل الفردي .

  ونحن لا نزال نأتي الى نفس النتيجة اذا أخذنا كنقطة للبدء ليس توريع المنتوجات المخلوقة بل عملية الانتاج . لا يكون بطرس في الصناعة الضخمة حرآ في ان يثبت لنفسه وقت عمله ، لأن عمل بطرس لا يعد شيئآ الا بتعاونه مع الف بطرس غيره و مع الف بولس ، وهؤلاء جميعآ يؤلفون المعمل . وهذا يشرح لنا لماذا قدم أصحاب المعامل الانكليز لائحة العشر ساعات عمل . لقد عرفوا ان تنقيص ساعتين عمل للنساء و الأولاد يؤدي الى تنقيص عمل ساعتين للرجال البالغين . فمن طبيعة الصناعة ذات الانتاج الضخم ان يكون عدد ساعات العمل متساوية للجميع . فماذا يكون اليوم نتيجة رأس المال ــ ومنافسة العمال مع بعضهم سيكون غدآ اذا أفسحنا العلاقة بين العمل و راس المال ــ اتفاقآ واقعيآ مبنيآ على العلاقة بين مجموع القوى الانتاجية ومجموع الحاجات الموجودة .   

  لكن اتفاقية كهذه تكون حكمآ مبرمآ ضد التبادل الفردي ، وهكذا نعود الى نتيجتنا الاولى .

  كمبدأ ، لايوجد تبادل منتوجات ــ لكنه يوجد التبادل في العمل الذي ساعد على الانتاج . ان طريقة تباد المنتوجات تعتمد على طريقة تبادل القوى المنتجة . وعلى العموم ، نجد ان شكل تبادل المنتوجات يقابل شكل الانتاج . وعلى العكس في الثاني أي الانتاج نرى ان الاول أي تبادل المنتوجات يتغير . وهكذا في تأريخ المجتمع نرى ان طريقة تيادل المنتوجات تنظم بطريقة انتاجها . ان التبادل الفردي يقابل أيضآ نوعآ محددآ من الانتاج الذي بدوره يقابل صراع الطبقات . وهكذا لا يوجد تبادل فردي بون صراع الطبقات .

  ان الضمير (( المحترم )) يرفض ان يرى هذه الحقيقة الواضحة ، وطالما ان الشخص بورجوازي فلا يقدر ان يرى في هذه العلاقة بين المتناقضات الا علاقة وانسجامآ للعد الأبدي ، هذه العلاقة أو الانسجام الذي لا يجعل أحدآ ان يربح على حساب الآخر ، و بالنسبة للبورجوازيين يوجد التبادل الفردي دون الصراع بين الطبقات وهو يرى ان هذين العاملين لا علاقة لهما مع بعضهما . ان التبادل الفردي ، كما يراه البورجوازي ، لايشبه التبادل الفردي كما يحدث ويطبق كواقع  .

  ان براي يقلب وهم البورجوازي المحترم اى مثالية يريد ان يصلها . ففي نظام يقر بتبادل فردي صاف ــ هذا النظام المتحرر من كل عوامل الصراع الموجود و الكائن به ــ يرى علاقة او تعادلآ او مساواة ، ويريد ان يتبناها المجتمع ، ان يتبنى هذه العلاقة .

  ان براي لايرى ان العلاقة (( المساوية المتعادلة ))هذه المثالية الصحيحة التي يريد ان يطبقها العالم ، لايرى ، ان هذه العلاقة تشكل الا انعكاس العالم الواقعي ، اذن ، يكون من المستحيل ان نؤسس المجتمع و نقيمه على أساس ، وليس هذا ألأساس الا ظلآ مزخرفآ . وهذا الظل ــ نسبيآ ــ يتخذ شكل جوهرة ، ونحن ندرك ان هذا الجوهر هو الحلول الذي حكم به ــ هو الهيكل الواقعي للمجتمع الكائن  ..

بؤس الفلسفة / من صفحة 50 الى صفحة78

الماركسية الحرية و الدولة



مقدمة المترجم حسني كباش :

الماركسية , الحرية و الدولة هو كتاب ألفه الفيلسوف الأناركي الكبير ميخائيل باكونين و كان قد ترجم مقدمته الرفيق مازن كم الماز على هذا الرابط من الحوار المتمدن http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=143910 فوجدت أنا أنه من واجبي ترجمة ما تبقى من الكتاب آملا لكم قرائي الأعزاء حسن القراءة و الاستمتاع

لإيديولوجيا الماركسية :

إن مدرسة التلاعب الاشتراكي , أو بالأحرى الشيوعية السلطوية الألمانية , كانت قد وجدت قبل بقليل من سنة 1848 , و قد أصدرت , ما يجب معرفته , الخدمات البارزة لقضية البروليتاريا ليس فقط في ألمانيا , و لكن في كل أوروبا . فلهم تنتمي أساسا الفكرة العظيمة (( للجمعية الأممية للعاملين )) و أيضا المبادرات لأولى أعمالها . اليوم هم على رأس حزب العمال الاشتراكي الديموقراطي الألماني , و يملكون كأداة (( الفولكستات )) ( دولة الشعب )
لذلك فهم مدرسة محترمة تماما مما لا يمنعهم من التصرف بشكل سيء بعض الأحيان , و قبل كل شيء الأخذ كقواعد من نظرياتهم ,المبدأ الذي هو حقيقة عميقة يمكن أن ينظر لها المرء في ضوء الواقع , إنها أن تقول , من وجهة النظر الواقعية , و لكنها تلك التي هي متوخات و موضوعة بالأسفل باعتبارها المصدر الوحيد لجميع المبادئ الأخرى , كما هو موضوع من هذه المدرسة , أن تصبح تماما فاشلة .
هذا المبدأ الذي يشكل إلى جانب قاعدة أساسية للاشتراكية العلمية , كان لأول مرة قد طهر و تطور بشكل علمي بواسطة كارل ماركس , المبدأ الرئيسي للمدرسة الشيوعية الألمانية . فهو يشكل الفكر المسيطر من المحتفى به " البيان الشيوعي " و الذي هو تعاون أممي من فرنسيين و إنجليز و بلجيكيين و ألمان شيوعيين اجتمعوا في لندن عام 1848 تحت شعار (( يا بروليتاريي كل البلدان اتحدوا )) هذا البيان صيغ كما يعلم الجميع بواسطة ميسيرس , ماركس و إنجلز , و أصبح الأساس الذي تتبعه جميع الأعمال العلمية لتلك المدرسة و اتحريض الشعبي فيما بعد و الذي بدأ من قبل لاسال في ألمانيا .
المبدأ مخالف تماما لما هو معروف من الباقين من المدارس المثالية . ففي حين يرى أولائك أن كل الوقائع التاريخية , بما يتضمن التطور المصالح المادية و الحالات المختلفة للتنظيم الاقتصادي للمجتمع , من تطور أفكار , الشيوعين الألمان و بشكل مضاد يرون كل تاريخ البشرية في مظاهره الأكثر مثالية من الجماعية فضلا عن الحياة الفردية الإنسانية، في كل التطورات الفكرية والأخلاقية والدينية والميتافيزيقية والعلمية والفنية والسياسية والقانونية، والاجتماعية والتي تم إنتاجها في الماضي ولا تزال تنتج في الوقت الحاضر , لا شيء سوى انعكاس أو أو ضرورات ما بعد التأثير لتطور الواقع الاقتصادي . فعندما يحافظ المثاليون على الأفكار المهيمنة و المنتجة للواقع , الشيوعيون باتفاقهم على الجانب المادي العلمي يقولون عكس ذلك . الواقع يسبب ولادة فكرة هذه الفكرة فيما بعد لا تكون سوى التعبير المثالي للحقائق المنجزة و التي تعتبر جميع الحقائق . حقائق اقتصادية و علمية , الحقائق البارزة، تشكل قاعدة أساسية، والأساس الرئيسي حيث كل الحقائق الأخرى والفكرية والأخلاقية والسياسية والاجتماعية، ليست أكثر من المشتقات لا مفر منه
نحن الماديون و الحتميون , تماما كما هو ماركس , نعترف بالرابط الذي لا مفر منه للاقتصاد و الواقع السياسي بالتاريخ . نحن ندرك، في الواقع، ضرورة، والطابع الحتمي لجميع الأحداث التي تحدث , ، ولكن نحن لا نركع لهم بلا مبالاه وقبل كل شيء نحن حريصون جدا عن الثناء عليهم عندما، بحكم طبيعتهم، يظهروا أنفسهم في المعارضة الصارخة للنهاية العليا من التاريخ إلى أن تمام المثالية الإنسانية هي أن تكون موجود تحت ظروف أكثر أو أقل وضوحا , ، في الغرائز، وتطلعات الشعب وتحت كافة الرموز الدينية لجميع العهود ,لأنه متأصل في الجنس البشري، الأكثر الاجتماعي من جميع أجناس الحيوانات على وجه الأرض . و بالتالي فهذه المثالية اليوم مفهومة أكثر من أي وقت مضى و يمكن تفسيرها في القول الآتي : أن انتصار الإنسانية، هو انتزاع وإنجاز الحرية الكاملة والتنمية الكاملة المادية والفكرية والمعنوية، من كل فرد، من خلال تنظيمه بحرية مطلقة وعفوية من التضامن الاقتصادي والاجتماعي تماما بقدر الإمكان بين جميع البشر على الأرض.
كل شيء في التاريخ الذي يظهر نفسه مطابق لتلك النهاية من وجهة نظر الإنسان – و نحن يمكن ألا نملك شيئا آخر – هو أمر جيد , كل ما هو مخالف لها سيئ. ونحن نعلم جيدا جدا، على أية حال، أن ما نسميه جيدة وسيئة دائما، الواحد والآخر، النتائج الطبيعية للأسباب طبيعية، وأنه بالتالي أمر واحد لا مفر منه مثل غيره . و لكن فيما يسمى الطبيعة نحن ندرك بأن هناك العديد من الضروريات التي علينا التخلص منها للرضى , على سبيل المثال ضرورة الموت من داء الكلب عندما يعض كلب مسعور الإنسان , وبنفس الطريقة، في أن استمرار الفوري لحياة الطبيعة , يسمى التاريخ، نواجه العديد من الضروريات التي نجد أجدر بكثير من الازدراء من الدعاء والذي نعتقد أننا يجب أن نصم مع كل الطاقة التي نحن قادرون، في مصلحة الأخلاق الاجتماعية والفردية، على الرغم من أننا ندرك أن من اللحظة التي تم إنجازها، حتى الحقائق التاريخية الأكثر رجس لديها هذا الطابع الحتمي وهي موجودة في جميع ظواهر الطبيعة وكذلك التاريخ
لأوضح رأيي , عليي أن أوضح ببعض الأمثلة . عندما كنت أدرس الظروف الاجتماعية والسياسية التي منها الرومان والإغريق كانوا على اتصال في العصور القديمة , وصلت إلى استنتاج مفاده أن الغزو والدمار من قبل الهمجية العسكرية والمدنية للرومان , مقارنة مع مستوى الحرية التي كان يملكها اليونان هو أمر طبيعي , منطقي , لا مفر منه . ولكن هذا لا يمنعني من اتخاذ على الإطلاق بشكل استعادي وبحزم شديد، إلى جانب اليونان ضد روما في هذا الصراع , وأجد أن الجنس البشري لم يكتسب شيئا على الاطلاق من انتصار الرومان
لنفس السبب، أنا أعتبر أمرا طبيعيا تماما، ومنطقي، وبالتالي حقيقة لا مفر منها، أن المسيحيين كان عليهم أن يدمروا بغضب مقدس كافة مكتبات باغانا , جميع كنوز الفن، والفلسفة القديمة والعلم , ولكن من المستحيل تماما بالنسبة لي لفهم ما المزايا التي أدت من ذلك لتنميتنا السياسية والاجتماعية . أنا حتى أستبعد كثيرا جدا ان أفكر في ان وبصرف النظر عن تلك العملية الحتمية من الحقائق الاقتصادية التي، إذا كان للمرء أن يصدق ماركس، يجب أن يكون هناك سعى لاستبعاد كل الاعتبارات الأخرى، والسبب الوحيد لكل الحقائق الفكرية والأخلاقية التي يتم إنتاجها في التاريخ - أقول إنني أستبعد بشدة ان أفكر في ان هذا العمل من البربرية مقدسة , أو بالأحرى أن سلسلة طويلة من الأعمال والجرائم الوحشية التي كان المسيحيون الأوائل، من وحي الهيا، يرتكبونها ضد الروح الإنسانية، كان واحدا من الأسباب الرئيسية للتدهور الفكري والأخلاقي، وبالتالي أيضا من استعباد السياسي والاجتماعي التي اكتظت بها سلسلة طويلة من الزمان المهلك الذي يسمى بالعصور الوسطى . تأكد من أنه إذا لم يكن المسيحيون الأوائل قد دمروا المكتبات، والمتاحف، والمعابد من العصور القديمة ما كان علينا حتى اليوم محاربة كتلة السخافات الرهيبة والمخزية، التي لا تزال تعيق أدمغة الناس لمثل هذه الدرجة التي تجعلنا أحيانا نشك في إمكانية تحقيق مستقبل أكثر إنسانية
انطلاقا من نفس الترتيب من الاحتجاجات ضد الوقائع التي حدثت في التاريخ، والتي بالتالي أنا نفسي أعترف بطبيعتها الحتمية ، أتوقف أمام روعة الجمهوريات الإيطالية وأمام صحوة رائعة من عبقرية الإنسان في عصر النهضة . ثم أرى اقتراب اثنين من عباقرة الشر، القديمة قدم التاريخ نفسه، وهما أفعى العضلات القابضة-والتي حتى الآن قد التهمت كل شيء من الإنسان والجمال الذي أنتج التاريخ. ما يطلق عليه الكنيسة والدولة، والبابوية والإمبراطورية . الشرور الأبدية وحلفائها الذين لا يتجزؤوا، أراهم يصبحون مطابقين، محتضنين بعضهم البعض ومعا يلتهمون ويخنقون ويسحقون تلك الإيطاليا المؤسفة و الجميلة جدا، مسببين لها ثلاثة قرون من الموت. حسنا، مرة أخرى أجد كل ذلك طبيعي جدا ومنطقي، لا مفر منه، ولكن مع ذلك بغيض , وألعن كل من البابا والإمبراطور في نفس الوقت.
دعونا نتحدث عن فرنسا . بعد صراع الذي استمر لقرن الكاثوليكية، بدعم من الدولة، انتصرت أخيرا على البروتستانتية , حسنا، ألا يمكنني لا تزال تجد في فرنسا إلى اليوم بعض السياسيين أو المؤرخين من المدرسة القدرية والذي يطلقون على أنفسهم ثوار، الذين يرون في هذا الانتصار للكاثوليكية - انتصار الدموية واللاإنسانية أكثر من أي وقت مضى - على أنه انتصار حقيقي للثورة ؟ الكاثوليكية التي يحافظون عليها، ثم الدولة، والديمقراطية، في حين البروتستانتية مثلت ثورة الطبقة الأرستقراطية ضد الدولة وبالتالي ضد الديمقراطية. هذا هو الحال مع الصوفية - متطابق تماما مع الصوفية الماركسية تراه انتصارا للدولة كما يروه أولائك الذين يتبعون الاشتراكية الديموقراطية – هذا هو الحال مع هذه السخافات , مثيرة للاشمئزاز كما مقززة، لدرحة أن العقل والحس الأخلاقي للجماهير المنحرف، تعود على أن ينظر إلي مستغليهم المتعطشين للدماء، وأعدائهم الأزليين ، الطغاة، وسادة وعبيد الدولة، كممثلين ، و أبطال، وموظفي الخدمة المكرسة لتحررهم
أنه ألف مرة من الصواب أن نقول أن البروتستانتية ثم، وليس كما اللاهوت الكالفيني، ولكن كما الاحتجاج النشط والمسلح، ممثلة ثورة والحرية والإنسانية، وتدمير الدولة . في حين الكاثوليكية النظام العام والسلطة، والقانون الإلهي، والخلاص للدولة من قبل الكنيسة والكنيسة من قبل الدولة، وادانة المجتمع البشري إلى عبودية لا حدود لها والتي لا نهاية لها
مع الاعتراف بحتمية الأمر الواقعأنا لا أيتردد في القول ان انتصار الكاثوليكية في فرنسا في القرنين السادس عشر والسابع عشر كانت مصيبة كبيرة للجنس البشري كله، وأن مذبحة سانت بارثولوميو، فضلا عن إلغاء مرسوم نانت، كانت وقائع كارثية بالنسبة لفرنسا نفسها كما كانت في الآونة الأخيرة هزيمة ومذبحة الشعب في كمونة باريس . لقد سمعت في الواقع رجال فرنسيين أذكياء و محترمين شرحوا هزيمة البروتستانتية بالطبيعة الثورية للشعب الفرنسي . (( البروتستانتية )) كما قالوا (( هي شبه ثورة و الناس في فرنسا بحاجة لثورة كاملة . لهذا لم يتمنى الشعب الفرنسي و لم يستطع إيقاف الإصلاحات . إنهم يفضلون البقاء كاتوليك حتى اللحظة عندما يستطيعون بذلك لعن الإلحاد . و ذلك لأنها تحمل مثل هذه المثالية و المسيحية ستقالة على حد سواء أهوال سانت بارثولوميو وأولئك الذين لا أقل بشاعة منفذي إلغاء مرسوم نانت ))
لا يبدو في هؤلاء الوطنيين المحترمين بأنهم يودون النظر في شيء واحد . أن الناس الذين تحت ذريعة أي نوع من معاناة الطغيان، يفقدون بالضرورة مطولا عن هذه العادة المفيدة للثورة وحتى غريزة التمرد . فإنه يفقد الشعور من أجل الحرية، وبمجرد أن فقدت الناس كل ذلك، يصبح بالضرورة ليس فقط من خلال شروطها الخارجية، ولكن في حد ذاته، في جوهر وجودها، شعب من العبيد . كان ذلك بسبب هزم البروتستانتية في فرنسا أن الشعب الفرنسي خسر أو بالأحرى، لم يكتسب، عرف الحرية . فذلك لأن هذا التقليد وهذه العادة تعاني من نقص في ذلك لما نسميه اليوم بالوعي السياسي، وذلك لأنه يعاني من نقص في هذا الوعي أن كل الثورات التي حصلت حتى الآن لم تكن قادرة على إعطائه أو تأمين الحرية السياسية له . باستثناء الأيام الثورية العظيمة، والتي هي أيام المهرجان له، يبقى الشعب الفرنسي إلى اليوم كما الامس، وهو شعب عبيد

الماركسية و الدولة :

جميع الأعمال التي يتعين القيام بها في التوظيف والأجور تعود للدولة - كمبدأ أساسي من مبادئ الشيوعية السلطوية، من اشتراكية الدولة . الدولة بعد أن أصبحت المالك الوحيد - في نهاية فترة معينة من التحول والتي سوف يكون من الضروري السماح للمجتمع المرور من دون صدمات سياسية واقتصادية كبيرة جدا من التنظيم الحالي للامتياز البرجوازية لتنظيم مستقبل المساواة الرسمية من الجميع -الدولة ستكون أيضا الرأسمالي فقط، مصرفي، مقرض المال ، ومنظم، مدير كل العمالة الوطنية وتوزيع منتجاتها. هذا هو المثل الأعلى، وكمبدأ أساسي من مبادئ الشيوعية الحديثة
منصوص عليها لأول مرة من قبل بابوف، قرابة نهاية الثورة الفرنسية العظمى، مع كل من مجموعة سيفيم العتيقة والعنف الثوري , التي تشكل طابع العصر، وقدأعيدت صياغة ذلك واستنسخت في شكل مصغر، بعد حوالي خمسة وأربعين عاما من قبل لويس بلا في كتيب صغير له عن منظمة العمال ، حيث أن المواطن المحترمة، الأقل ثورية، وأكثر تسامحا من الضعف البرجوازي لبابوف، حاول طلى وتحلية حبوب منع الحمل بحيث يمكن ابتلاعها من قبل البرجوازي دون الاشتباه بأنهم كانوا يأخذون السم الذي من شأنه أن يقتلهم. ولكن البرجوازي لم يخدع، و عادوا بوحشية لتأديبه و طرده من فرنسا . على الرغم من ذلك، و بثبات يجب على المرء أن يعجب به، قال انه لا يزال وحده مخلصا للنظام الاقتصادي واستمر بالاعتقاد بأنه قد تم احتواء المستقبل كله في كتيب صغير عن تنظيم العمال
فكرة الشيوعية مرت في وقت لاحق في أيدي أكثر خطورة . كارل ماركس، رئيس بلا منازع للحزب الاشتراكي في ألمانيا - ذكاء عظيم مسلح بالمعرفة العميقة، حياته بأكملها، يمكن للمرء أن يقول ذلك دون الاغراء، وقد خصصت حصرا لأكبر سبب قائم اليوم، تحرر العمل والكادحين - كارل ماركس الذي هو بلا منازع أيضا، إن لم يكن الوحيد، واحد على الأقل من المؤسسين الرئيسيين للجمعية الأممية للعمال، أدلى تطوير فكرة الشيوعية موضوع من العمل الجاد. عمله العظيم، رأس المال، ليس في أقل من الخيال، وهي "بداهة" التصور، التي تحاك في يوم واحد في رأس شاب أكثر أو أقل جهلا بالظروف الاقتصادية والنظام الفعلي للإنتاج . عمله رأس المال، على الرغم من سوء الحظ مع علو الكميات والصيغ الدقيقة الميتافيزيقية التي تسببت بألا يدنى منه كتلة كبيرة من القراء، هو في أعلى درجة علمية أو العمل الواقعي: بمعنى أنه يستبعد تماما أي منطق غير تلك التي تؤخذ من الحقائق
يعيش منذ ما يقرب من ثلاثين عاما جدا، على وجه الحصر تقريبا بين العمال الألمان، واللاجئين مثله ويحيط به الأصدقاء والتلاميذ الذين ينتمون بالولادة والعلاقة مع العالم البرجوازي الأكثر أو الأقل ذكاء، ماركس نجح بطبيعة الحال من تشكيل المدرسة الشيوعي، أو نوعا من الكنيسة الشيوعية التي تتألف من الأتباع المتحمسين، وتنتشر في جميع أنحاء ألمانيا . هذه الكنيسة رغم أنها قد تكون تقتصر على درجة كبيرة من الأرقام , ويتم تنظيمها بمهارة، وذلك بفضل العديد من الاتصالات مع المنظمات الطبقة العاملة في جميع الأماكن الرئيسية في ألمانيا، فقد أصبحت بالفعل قوة . كارل ماركس بطبيعة الحال يتمتع بالسلطة العليا تقريبا في هذه الكنيسة، و لكون عادلين ، فإنه يجب الاعتراف انه يعرف كيف يحكم هذا الجيش الصغير من أتباع المتعصبين في مثل هذه الطريقة كما هو الحال دائما لتعزيز مكانته والسيطرة على مخيلة عمال ألمانيا
ماركس ليس مجرد اشتراكي متعلم، وهو أيضا سياسي ذكي جدا ومتحمس وطنيا. مثل بسمارك، على الرغم من أن وسائله مختلفة إلى حد ما، ومثل العديد من الآخرين من أبناء وطنه، الاشتراكيون أم لا، وقال انه يريد اقامة الدولة الجرمانية عظيمة لمجد الشعب الألماني والسعادة والطوعية، أو إلزام التمدن في العالم .
سياسة بسمارك هي الحاضر . أما سياسة كارل ماركس الذي يعتبر نفسه مكملا له و خليفة له فهي المستقبل , و عندما أقول أنا بأن ماركس هو مكمل بسمارك فأنا بعيد كل البعد عن الافتراء على ماركس . إذا لم يعتبر نفسه على هذا النحو، وقال انه لم يكن ليسمح إنجلز، والمقربين من كل أفكاره، لكتابة أن بسمارك يخدم قضية الثورة الاجتماعية. هو يخدمه الآن على طريقته الخاصة . ماركس سيعمل في وقت لاحق، بطريقة أخرى. وهذا هو المعنى الذي سيكون في وقت لاحق، مكمل، وإلى اليوم هو معجب بسياسة بسمارك
الآن دعونا نبحث في حرف معين لسياسة ماركس، دعونا نتحقق من النقاط الأساسية التي يجب ان تفصله عن سياسة بيسمارك . النقطة الرئيسية، ويمكن للمرء أن يقول، الوحيدة، هي: ماركس هو ديمقراطي، و سلطوي الاشتراكي، وجمهوري؛ بسمارك هو الي حد ما كلب صغير طويل الشعر، ارستقراطي، و يونكر ملكي . وبالتالي فإن الفرق كبير جدا، وخطيرة جدا، وكلا الجانبين صادقون في هذا الاختلاف . في هذه النقطة، لا يوجد أي تفاهم محتمل أو ممكن للمصالحة بين بسمارك وماركس . حتى بغض النظر عن العديد من التعهدات الغير قابل للإلغاء أن ماركس طوال حياته، وقد أعطى لقضية الديمقراطية الاشتراكية، منصبها الكبير وطموحاته تعطي ضمانا إيجابيا بشأن هذه المسألة . في نظام ملكي، ولكن الليبرالي كما قد يكون، أو حتى لا يمكن أن يكون أي مكان فيه أو أي دور لماركس، وكثيرا أكثر من ذلك في جرمانية الإمبراطورية البروسية التي أسسها بسمارك، مع بعبع وجود الإمبراطور، العسكري والمتعصب، رئيسا ومع جميع بارونات وبيروقراطيي ألمانيا أوصياء. قبل أن يتمكن من التوصل إلى السلطة، وسوف يكون على ماركس اكتساح كل ما هو بعيد
وبالتالي هو مجبر ليكون ثوري. هذا هو ما يفصل ماركس عن بسمارك --- شكل وشروط الحكومة. واحد هو الي حد ما أرستقراطي ملكي، ومحافظ في جمهورية مثلها في ذلك مثل فرنسا تحت تيير ، وهناك من جهة أخرى هو الي حد ما ديمقراطي وجمهوري ، داخل الصفقة، والاشتراكي الديمقراطي والجمهوري الاشتراكي
دعونا نرى ماذا يوحدهم . هو إلى حد ما عبادة الدولة . ليس لدي أي حاجة لاثبات ذلك في حالة بسمارك، والبراهين هناك. من الرأس إلى القدم وهو رجل دولة وليس إلا رجل دولة . ولكن لا أعتقد أن تكون لي حاجة إلى جهود كبيرة جدا لإثبات هذا نفسه مع ماركس . يحب الحكومة لهذه الدرجة حتى أنه أراد إقامة واحدة في الرابطة الأممية للعمال . و يعبد القوة لدرجة أنه أراد أن يفرض وما زال إلى اليوم يعني لفرض حكمه علينا . يبدو لي أن هذا كاف لوصف موقفه الشخصي. ولكن برنامجه الاشتراكي والسياسي هو تعبير المؤمنين جدا بذلك. والهدف الأسمى من كل جهوده، كما أعلنت لنا من قبل القوانين الأساسية لحزبه في ألمانيا، هو إقامة دولة الشعب العظمة ( الفولكستات ).
لكن أيا كان يقال عن الدولة، يقال بالضرورة دولة معينة محدودة، تتألف مما لا شك فيه، إذا كان كذلك، العديد من الشعوب والدول المختلفة كبيرة جدا، ولكن الاستثناء لا يزال أكثر . ما لم يكن ليحلم بالدولة العالمية كما فعل نابليون والإمبراطور شارل الخامس، أو كما تحلم البابوية بالكنيسة الجامعة، ماركس، على الرغم من كل طموح الدولية التي تلتهمه إلى اليوم، وسوف يكون، عند قرع جرس ساعة تحقيق أحلامه بالنسبة له - إذا كان أي وقت مضى لا صوت - فانه سيضطر الى أن يكتفي بحكم دولة واحدة وليس عدة دول في آن واحد . بالتالي، و عندما نقول من أي وقت مضى ما يقال عن الدولة، دولة، وعندما يقال دولة تأكد من قبل من وجود عدة دول، و عندما يقال عدة دول، يقال على الفور: المنافسة والغيرة، و اللا هدنة وحرب لا نهاية لها. أبسط المنطق وكذلك كل التاريخ شاهد على ذلك .
أي دولة، تحت طائلة الهلاك ورؤية نفسها تلتهمها الدول المجاورة، يجب أن تميل نحو السلطة المطلقة، وبعد أن تصبح قوية، يجب أن تشرع في مهنة الغزو، بحيث لا يجوز الغزو لقوتان مماثلتان و في الوقت نفسه القوى الأجنبية لبعضها البعض لا يمكن أن تتعايش دون محاولة لتدمير بعضها البعض. مهما يقال عن الغزو فهو غزو للشعوب، واستعبدها و الاستبداد بها، تحت أي شكل أو اسم قد يكون
أنه من طبيعة الدولة كسر تضامن الجنس البشري ، كما انها وجدت لإنكار الإنسانية . لا يمكن للدولة الحفاظ على نفسها على هذا النحو في نزاهتها وفي كل قوتها إلا أنها تضع نفسها على النحو الأعلى والمطلق تكون نهاية كل شيء، على الأقل بالنسبة لمواطنيها، أو التحدث أكثر صراحة، لرعاياها، لعدم تمكنها من فرض نفسها على هذا النحو على مواطني الدول الأخرى الذين لم يتعرض لأي غزو منها . الذي ينتج هنا حتما قطيعة مع الإنسان بإعتباره عالمي والأخلاقي وسبب عالمي، من خلال ولادة أخلاق الدولة وأسباب الدولة. مبدأ الأخلاق السياسية أو الدولة هو في غاية البساطة . الدولة هي الهدف الأسمى و كل ما يواتي تنمية قوتها فهو جيد . كل ما هو مخالف لذلك، حتى لو كان الشيء الأكثر إنسانية في العالم، هو سيئ . هذه الأخلاق تدعى بالوطنية . الأممية هو نفي للوطنية _بالتالي نفي للدولة. إذا ينبغي على ماركس ورفاقه في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني النجاح في الأخذ بمبدأ الدولة في برنامجنا، فانهم سيقتلون الأممية
الدولة، للحفاظ على نفسها، يجب أن تكون بالضرورة قوية فيما يتعلق بالشؤون الخارجية. ولكن إذا كان وذلك فيما يتعلق بالشؤون الخارجية، فإنه سيكون بطريقة لا يشوبها خطأ فيما يتعلق بشؤون الداخل . كل دولة، وبعد السماح لنفسها أن تكون مصدر إلهام وإخراج بعض الاخلاق الخاصة، مطابقة لشروط معينة من وجودها، من خلال الأخلاق التي هي قيد وبالتالي إنكارا لأخلاق البشرية والعالمية، يجب أن تراقب _ رعاياها، في أفكارهم وقبل كل شيء في أعمالهم، هي مستوحاة أيضا فقط من قبل مبادئ هذه الأخلاق الوطنية أو الخاصة، _تظل صماء لتعاليم الخالصة أو للأخلاق العالمية الإنسانية . النتائج أن هناك ضرورة لرقابة الدولة. الحرية كبيرة جدا من الفكر والآراء الحاضرة، كما يرى ماركس، معقول جدا جدا من وجهة نظره السياسية بارزة العرض، التي تتنافى مع إجماع الانضمام التي طالب بها لأمان الدولة. أن هذا في الواقع هو رأي ماركس ثبت بما فيه الكفاية من المحاولات التي قام بها لإدخال الرقابة على الأممية ، تحت ذرائع مقنعة، وتغطية ذلك بقناع
ولكن مع ذلك قد تكون يقظة هذه الرقابة، حتى لو كانت على الدولة أن تأخذ في يديها التعليم حصرا وجميع تعليمات من الشعب، كما تمنى مازيني القيام به، وحسب ما يرغب القيام به ماركس إلى اليوم لا يمكن للدولة أبدا أن تكون متأكدا أن الأفكار المحظورة والخطرة قد لا تنزلق ويتم تهريبها بطريقة أو بأخرى في وعي السكان الذين تحكمهم . الفاكهة المحرمة لديها مثل عامل جذب للرجال، وشيطان التمرد، هذا العدو الأبدي للدولة، لذلك يوقظ بسهولة في قلوبهم عندما لا تكون منذهلة بما فيه الكفاية، أن لا هذا ولا هذا التعليم تعليم، ولا حتى الرقابة، ضمان كاف لهدوء الدولة . لا يزال يجب أن يكون لديها الشرطة، كوكلاء مخلصين يسهرون مرارا ودائما، سرا وبشكل مخفي على توجهات مشاعر و عواطف الشعب . وقد رأينا أن ماركس نفسه مقتنع جدا من هذه الضرورة، انه يعتقد انه يجب ملء عملاء سريين له في جميع مناطق الأممية وقبل كل شيء، وإيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا . أخيرا، ومع ذلك الكمال قد يكون، من وجهة نظر الحفاظ على الدولة، وتنظيم التعليم والتدريس للشعب، الرقابة والشرطة، على الدولة لا يمكن أن تكون آمنة في وجودها في حين أنها لا تملك، للدفاع عنها ضد أعدائها في الداخل القوة المسلحة. الدولة هي الحكومة من فوق إلى أسفل من العدد الهائل من الرجال، مختلفة تماما عن وجهة نظر لدرجة ثقافتهم، وطبيعة البلدان أو المناطق التي يسكنوها، والاحتلال الذي يتبعونه، ومصالح وتطلعات توجيه منهم - الدولة هي الحكومة من كل هذا أو من قبل بعض الأقليات الأخرى . هذه الأقلية، حتى لو كانت ألف مرة منتخبين بالاقتراع العام ورقابة في أعمالها من خلال المؤسسات الشعبية، و وهبت المعرفه كلية الوجود والقدرة الكليه التي تنسب إلى علماء دين الله، فإنه من المستحيل أن تعرف و تتوقع الحاجات، أو تلبيتها حتى مصالح العدالة الأكثر شرعية وإلحاحا في العالم. سيكون هناك دائما شخص ساخط لأنه سيكون هناك دائما بعض الذين ضحوا .
الى جانب ذلك، الدولة، مثل الكنيسة، بحكم طبيعتها هو المضحي كبير ب الكائنات الحية. فمن كائن تعسفي، الذي في قلبه كل الإيجابية، الحية، الفردية، والمصالح المحلية لتلبية السكان، والصدام، وتدمير بعضها البعض، يصبح استيعابها في هذا التجريد يسمى الاهتمام المشترك، والمصلحة العامة، والسلامة العامة، و حيث كل الإرادات الحقيقية يلغي كل منهما الآخر في هذا التجريد الآخر الذي يسمع اسم إرادة الشعب . فإنه ينتج من ذلك، أن هذا ما يسمى إرادة الشعب ليست ابدا أي شيء آخر من التضحية وإنكار كل الإرادات الحقيقية للسكان؛ فقط لأن هذا ما يسمى الصالح العام هو شيء آخر من التضحية بمصالحها . ولكن حتى هذا التجريد النهم يمكن أن يفرض نفسه على الملايين من الناس، فإنه يجب أن أن يمثل وبدعم من بعض الوجود الحقيقي، بالقوة الحية أو غيرها . حسنا، هذا الوجود، هذه القوة، وقد وجدت دائما. في الكنيسة يطلق عليه رجال الدين، والدولة - الطبقة الحاكمة أو الحاكم
و في الواقع ماذا نجد على مر التاريخ؟ كانت الدولة دائما إرث من فئة مميزة أو غيرها . فئة الكهنوتية، وهي الطبقة الأرستقراطية، والطبقة البرجوازية، وأخيرا فئة البيروقراطية، عندما، وجميع الطبقات الأخرى بعد أن أصبحت منهكة، الدولة تسقط أو ترتفع، كما شئتم، إلى حالة من آلة، ولكن من الضروري تماما لخلاص الدولة التي ينبغي أن تكون هناك بعض فئة مميزة أو غيرها والتي تهتم في وجودها . وهذا هو بالضبط المصلحة المتحدة لهذه الفئة المتميزة تحت ما يسمى حب الوطن .
من خلال استبعاد الأغلبية الساحقة من الجنس البشري من حضنها، من خلال الإدلاء عليه أعمال تخرج صاحبها من التعاقدات والواجبات المتبادلة للأخلاق والعدل والحق، تنفي الدولة الإنسانية، , و بواسطة تلك كلمة كبيرة، "حب الوطن"، تفرض الظلم . انها تقيد، إنها تشوه، إنها تقتل الإنسانية في نفوسهم، بحيث، تكف عن اعتبارهم بشر فليسوا بعد أي شيء ولكن مواطنين - أو بالأحرى، تعتبر أكثر بشكل صحيح فيما يتعلق بما سبق في التاريخية من الحقائق - بحيث لا يجوز أبدا رفع أنفسهم فوق مستوى المواطن الى مستوى الإنسان
إذا قبلنا التخيل أن دولة حرة مستمدة من العقد الاجتماعي، ثم بالتمييز، فقط، يجب على الناس من الحكمة ألا يعد لهم أي حاجة للحكومة أو للدولة. مثل هذا يمكن للناس أن تحتاج فقط للعيش، وترك طابع الحرية لجميع غرائزهم . العدالة والنظام العام وبشكل طبيعي بموافقتهم ننطلق من حياة الناس، والدولة، نكف عن اعتبارهم عناية إلهية، دليل، ومرب، ومنظم للمجتمع ونبذ كل ما تملك من قوة قمعية، وفشلها في دور ثانوي التي برودون يستند عليه، سوف لن يكون أي شيء آخر ولكن المكاتب التجارية البسيطة، نوعا من غرفة مقاصة مركزية في خدمة المجتمع
مما لا شك فيه، منظمة سياسية كهذه، أو بالأحرى، فإن مثل هذا الحد من العمل السياسي لصالح الحرية في الحياة الاجتماعية، ستكون ذات فائدة عظيمة للمجتمع، ولكنها لن ترضي جميع التابعين المكرسين للدولة . أنهم تماما يجب يملكوا دولة إلهية، وهي دولة توجيه الحياة الاجتماعية وإقامة العدل، وإدارة النظام العام . وهذه هي الحقيقة، سواء كانوا يعترفون بذلك أم لا، وحتى عندما يطلقون على أنفسهم الجمهوريين والديمقراطيين، أو حتى الاشتراكيين، فإنهم دائما يجب أن يملكوا الناس الذين هم أكثر أو أقل جهل، قصر، عجز، أو لنسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية، حثالة القوم ، على الحكم؛ في النظام، بالطبع عليهم أن يستخدموا العنف لتجردهم و وضاعتهم، وأنه يمكن الحفاظ على أفضل الأماكن لأنفسهم، حيث دائما تتاح لهم الفرصة لتكريس أنفسهم لتحقيق الصالح العام، و أنهم أقوياء في ولائهم الفاضل للاستخبارات الخالصة، الأوصياء المتميزين القطيع البشري، في حين يحثه من أجل الخير الخاصة بهم والرائدة على الأمن، كما انها قد تبتزهم قليلا
كل نظرية منطقية وصادقة للدولة تقوم أساسا على مبدأ السلطة - وهذا هو القول حول فكرة لاهوتية بارزة، ميتافيزيقية وسياسية أن الجماهيردوما غير قادرين على حكم أنفسهم، تقدم في كل الأوقات لنير الخيرة من الحكمة والعدالة، والتي بطريقة أو بأخرى، فرضت عليهم من فوق . ولكن فرضت ب اسم ماذا وعلى يد من؟ سلطة معترف بها ومحترمة على هذا النحو من قبل الجماهير يمكن أن يكون لها ثلاثة مصادر ممكنة فقط - القوة، والدين، أو العمل من الاستخبارات الفائقة . وهذا الذكاء الأسمى يتمثل دائما من جانب الأقليات .
العبودية يمكن تغيير شكلها واسمها - لا يزال أساسها نفسه. يتم التعبير عن هذا الأساس من جانب الكلمات . كونه بات لزاما على العبيد العمل من أجل الآخرين - باعتبارهم على درجة الماجستير كي يعيشوا على عمل الآخرين . في العصور القديمة، وإلى اليوم في آسيا وأفريقياالعبيد كانوا يسمون ببساطة بالعبيد. في العصور الوسطى، وأخذوا اسم "العبيد"، بعد يوم ما يطلق عليه "الأجراء". وضع هذه الأخيرة هي أكثر بكثير مشرف أقل صعوبة من العبيد، لكنها على الرغم من ذلك أجبرهم الجوع فضلا عن المؤسسات السياسية والاجتماعية، للحفاظ على نفسها على العمل الصعب مقابل التسيب المطلق أو النسبي للآخرين. وبالتالي، فهم عبيد. وبصفة عامة، لا دولة، سواء القديمة أو الحديثة، في أي وقت مضى قادرة، أو من أي وقت مضى وسوف تكون قادرة على القيام دون العمل القسري للجماهير، سواء الأجراء أو العبيد، في وظيفة مدير والأساس الضروري للغاية الحرية والثقافة للطبقة السياسية: للمواطنين
حتى الولايات المتحدة ليست استثناء من هذه القاعدة. لها الرخاء والتقدم الرائع الذي تحسد عليه هي واجبة في جزء كبير وقبل كل شيء إلى ميزة هامة واحدة - الثروة الإقليمية العظمى في أمريكا الشمالية . كمية هائلة من الأراضي غير المزروعة والخصبة، جنبا إلى جنب مع الحرية السياسية التي توجد في أي مكان آخر تجذب كل عام مئات الآلاف من المستعمرين الحيوين، المجتهدين و الأذكياء. هذه الثروة، في نفس الوقت تبقي أقل عوز وتؤخر لحظة المسألة الاجتماعية التي لا بد من أن توضع . العامل الذي لا يجد العمل أو من هو غير راض عن هذه الأجور التي تقدمها الرأسمالية يمكن دائما، إذا لزم الأمر، الهجرة إلى أقصى الغرب لزرع بعض الأراضي البرية وغير مأهولة ..
هذا الاحتمال دائما يبقى مفتوح كملاذ أخير لجميع العمال الأميركيين، وتبقى بشكل طبيعي الأجور على مستوى، ويحصل كل فرد على الاستقلال، غير معروف في أوروبا . . مثل هذه هي ميزة، ولكن هنا هو العيب. كما حقق رخص في منتجات الصناعة في جانب كبير منه عن طريق رخص اليد العاملة، الشركات المصنعة الأمريكية لأكثر من مرة ليست في حالة منافسة للشركات المصنعة في أوروبا - التي توجد من نتائج، لصناعة الدول الشمالية ، وضرورة وجود التعريفة الحمائية. ولكن الذي لديه نتيجة لذلك، أولا لخلق مجموعة من الصناعات الاصطناعية وقبل كل شيء لقمع ولخراب الولايات الجنوبية الغير مصنعة وجعلها تريد الانفصال . وأخيرا ل نحشد معا في مدن مثل نيويورك وفيلادلفيا وبوسطن وغيرها الكثير، الجماهير العاملة البروليتارية الذين، شيئا فشيئا، بدأت تجد نفسها بالفعل في وضع مماثل لأولائك العمال في الولايات التحويلية الكبرى في أوروبا. ونحن نرى، في واقع المسألة الاجتماعية بالفعل طرحت في الولايات الشمالية، كما تم طرحها قبل فترة طويلة في بلداننا
وهناك أيضا، الحكم الذاتي للجماهير، على الرغم من كل عرض القدرة الكليه الشعب، لا يزال أكثر من مرة في حالة من الخيال. في الواقع، فإنه من الأقليات التي تحكم. حزب ما يسمى الديمقراطية، حتى ذلك الوقت من الحرب الأهلية ل تحرير العبيد، كانت خارج وخارج أنصار العبودية والأوليغارشية الشرسة من المزارعين، والدهماء دون إيمان أو ضمير، و القادرين على التضحية بكل شيء لجشعهم ولشر التفكير الطموح، والذين، من خلال نفوذهم البغيضة والإجراءات، التي تمارس دون عائق تقريبا، منذ ما يقرب من خمسين عاما متواصلة، ساهمت إلى حد كبير في إفساد الأخلاق السياسية في أمريكا الشمالية
الحزب الجمهوري، على الرغم من حقيقة ذكائه وسخيته، لا يزال دائما أقلية، ومهما كان صدق هذا الحزب للتحرير، ولكن كبيرة وسخية المبادئ التي يصرح، لا تدع لنا الأمل في أن، في السلطة، وسوف تتخلى عن هذا الموقف الحصري للأقلية الحاكمة من الاندماج في كتلة الأمة بحيث الحكم الذاتي للشعب يصبح في النهاية حقيقة واقعة. لأنه سيكون هناك لزوم ثورة حتى أكثر عمقا من كل تلك التي حتى الآن قد هزت العالمين القديم والجديد
في سويسرا، على الرغم من كل الثورات الديمقراطية التي حدثت هناك، فإنه لا يزال هنالك دائما فئة في ظروف مريحة، البرجوازية، وهذا هو القول، الطبقة المميزة من قبل الثروة، والترفيه، التعليم، والتي تحكم . سيادة الشعب - وهي كلمة، على أي حال، ونحن نمقتها لأنه في أعيننا، كل سيادة هي رجس - حكومة الشعب من تلقاء انفسهم وبمثل الخيال. السيادة للشعب في القانون، وليس في الواقع، لضرورة تمتص عملهم اليومي، مما يترك لهم أي أوقات الفراغ، وإذا لم يكن يجهل تماما، على الأقل أدنى جدا في مجال التعليم للبرجوازية، فإنهم يضطرون للوضع في أيدي هذا الأخير السيادة يفترض بهم. ميزة الوحيد الذي يحصلون عليه للخروج منه في سويسرا، كما هو الحال في الولايات المتحدة، هو أن الأقليات الطموحة، والطبقات السياسية، لا يمكن أن تصل إلى السلطة إلا من خلال دفع المحكمة إلى الشعب، لاغراء عواطفهم العابرة، والتي قد تكون في بعض الأحيان للغاية سيئة، وغالبا ما يخدعونهم.
صحيح أن الجمهورية الغير كاملة هي أفضل ألف مرة من النظام الملكي الأكثر استنارة، على الأقل في الجمهورية هناك لحظات عندما، على الرغم من استغلالها دائما، لا يتم قمع الشعب، بينما في الأنظمة الملكية فهي أي شيء آخر. ثم النظام الديمقراطي يدرب الجماهير شيئا فشيئا في الحياة العامة، الأمر الذي لا يفعله النظام الملكي . ولكن في حين يعطي الأفضلية للجمهورية نحن مع ذلك نجبر على الاعتراف وأن نعلن أن كل ما قد يكون شكل الحكومة، في حين لا يزال المجتمع البشري ينقسم إلى فئات مختلفة بسبب عدم المساواة وراثية من المهن، والثروة، والتعليم، والامتيازات، وسيكون هناك دائما حكومة أقلية واستغلال لا مفر منه للأغلبية من قبل تلك الأقلية
الدولة ليست بشئ سوى هذه الهيمنة والاستغلال المقونن و المنظم. و يجب علينا محاولة إثبات ذلك عن طريق فحص نتيجة لحكم جماهير الشعب من قبل أقلية، في البداية لذكائه و إخلاصه كما تشاء، في دولة مثالية، التي تأسست على التعاقد الحر
لنفترض أن الحكومة تقتصر فقط على أفضل المواطنين . في البداية هؤلاء المواطنين مميزون ليس عن طريق الحق، ولكن من خلال الواقع. تم انتخابهم من قبل الشعب لأنهم هم الأكثر ذكاء ، وحكمة، وشجاعة و إخلاص. مأخوذون من كتلة المواطنين، الذين يعتبرون جميعا على قدم المساواة، لا يشكلون حتى الآن فئة على حدة، ولكن خص مجموعة من الناس المميزون فقط من الطبيعة ولهذا السبب بالذات انتخبوا من قبل الشعب عددهم بالضرورة محدودة جدا، لأنه في جميع الأوقات والبلدان عدد الرجال الذين وهبوا الصفات الرائعة بحيث يحظون تلقائيا باحترام إجماع الأمة، كما تعلمنا التجربة، صغير جدا. لذلك، هم تحت طائلة اتخاذ خيار سيئ، والناس سوف تضطر دائما أن تختار حكامها من بيمهم
هنا، إذن، ينقسم المجتمع إلى فئتين، إن لم يكن لنقول طبقتين، واحدة منها، ويتألف من الأغلبية الساحقة من المواطنين، وتقدم بحرية للحكومة قادتها المنتخبين، والآخر، وشكلت من عدد صغير من ذوي الطبائع المتميزة ومعترف بها ومقبولة على هذا النحو من قبل الشعب، والمختارة من قبلهم لتحكمهم اعتمادا على الانتخابات الشعبية، فهي في البداية حاليا كتلة من المواطنين فقط من قبل أصحاب الصفات الكثيرة التي أوصت لهم لاختيارهم وبشكل طبيعي، والأكثر إخلاصا والمفيدين للجميع. انهم لا يحملون حتى الآن لأنفسهم أي امتياز_ أي حق خاص، إلا لممارسة، بقدر ما يرغب الناس فيه، وظائفهم الخاصة التي وجهت اليهم . بالنسبة للبقية، من خلال طريقتها في الحياة، بسبب ظروف ووسائل وجودها، فإنها لا تفصل نفسها بأية طريقة عن كل الآخرين، بحيث يستمر المساواة التامة للعهد بين الجميع. يمكن الحفاظ على هذه المساواة طويلة؟ ندعي أنه لا يمكن وليس هناك ما هو أسهل لاثبات ذلك
ليس هناك ما هو أكثر خطورة على أخلاق خاصة الإنسان من هذه العادة من القيادة. أفضل إنسان، والأكثر ذكاء_ غير المغرض، سخينقي_ وبطريقة لا يشوبها خطأ، ودائما يكون فاسد في هذه التجارة. اثنين من المشاعر الكامنة في السلطة لم تفشل في إنتاج هذا الإحباط، هي: ازدراء للجماهير والمبالغة في تقدير مزايا المرء
(( الجموع )) يستطيع أن يقول الإنسان في نفسه (( يعرفون بأنهم غير قادرين على حكم أنفسهم , و لذلك اختاروني كقائد . بهذه الحقيقة أعلنوا عن ضعف قدرتهم و عن قدراتي الخارقة . من خلال هذه الجماهير من الناس ستسصعب إيجاد من يضاهيني , أنا الوحيد القادر على إدارة شؤون العامة . الناس بحاجتي , هم غير قادرين على الحياة بدوني , و لكنني و بعكس ذلك أستطيع الحصول على جميع الحقوق لنفسي , هم عليهم إطاعتي في سبيل أمنهم و بالتنازل للانصياع لهم أكون أؤدي معروف لهم ))
ألا يوجد في كل هذا ما يجعل الإنسان يفقد عقله و قلبه , و يصبح مجنونا بفخر ؟ إنها السلطة و هبة القيادة لأذكى و أفضل الناس مصدر للانحراف الفكري و الأخلاقي
و لكن في دولة ماركس الشعبية قيل لنا بأنه لن يكون هنالك طبقة مميزة على الإطلاق . سوف يكون الجميع على قدم المساواة، ليس فقط من الناحية القانونية والسياسية لطريقة العرض ولكن من وجهة نظر اقتصادية. على الأقل هذا هو ما وعد، على الرغم من أنني أشك كثيرابالنظر إلى الطريقة التي يتم التعامل معها بالطريقة وبالطابع المطلوب للمتابعة، سواء كان ذلك الوعد من أي وقت مضى يمكن أن تبقى . وبالتالي لن يكون هناك أي طبقة متميزة، ولكن ألن تكون هناك حكومة و، لاحظ ذلك جيدا، حكومة معقدة للغاية، والتي لن تكتفي بحكم وإدارة الجماهير سياسيا، كما تفعل جميع الحكومات إلى اليوم، ولكن الذي كما إدارتها اقتصاديا، مع تركيز في يديها الإنتاج والتقسيم العادل للثروة، وزراعة الأراضي، وإنشاء وتطوير المصانع، وتنظيم وتوجيه التجارة، وأخيرا تطبيق رأس المال الإنتاج من المصرفي الوحيد الذي هو الدولة . . كل ما سيطالب المعرفة الهائلة والعديد من "رؤساء تفيض العقول" في هذه الحكومة. سيكون عهد الاستخبارات العلمية، والأكثر أرستقراطية، استبداديةو غطرسة وازدراء من كل الأنظمة. وسوف تكون هناك فئة جديدة، سيتم تقسيم تسلسل هرمي جديد من العلماء والباحثين الحقيقيين ستحكم الأقلية باسم المعرفة على الأغلبية الجاهلة الهائلة و بعد ذلك ستزوق الأغلبية الجاهلة الويل .
لن يفشل مثل هذا النظام في إثارة السخط كبيرا جدا في هذه الجموع، ومن أجل إبقائه في الاختيار والتنوير وتحرير الحكومة من ماركس سيكون لديها حاجة إلى قوة مسلحة كبيرة . بالنسبة للحكومة يجب أن تكون قوية، ويقول إنجلز، للحفاظ على النظام بين هذه الملايين من الأميين الذين سيكونون قادرون على تدمير كل شيء، وإسقاط الانتفاضة الوحشية، وحتى الحكومة عليها إخراج رؤساء تفيض بالعقول
يمكنك ان ترى جيدا أن وراء كل عبارات ووعود برنامج ماركس الديمقراطي والاشتراكي، يمكن العثور في خطابه على كل ما يشكل طبيعة استبدادية ووحشية حقيقية من جميع الدول، أيا كان شكل الحكومة والتي في الحساب النهائي، دولة الشعب التي أشاد بها بشدة ماركس، والدولة الأرستقراطية-الملكية، يحفاظا على نفس قدر الذكاء و القوة التي يملكها بسمارك، متطابقة تماما من طبيعة الهدف على أرضه وكذلك في الشؤون الخارجية . في الشؤون الخارجية أنه الهدف نفسه نشر القوة العسكرية، وهذا يعني، الفتح، وفي الشؤون الداخلية هو نفسه توظيف هذه القوة المسلحة، فإن الحجة مشاركة جميع القوى السياسية المهددة ضد الجماهير، التي، تعبت من الاعتقاد ، و الأمل، وتقديم الطاعة الدائمة، و بدأت ترتفع في التمرد.
فكرة الشيوعية لماركس تأتي للضوء في جميع كتاباته، بل يتجلى أيضا في الاقتراحات التي طرحها المجلس العام للجمعية الأممية للعمال، وتقع في لندن، في مؤتمر بازل عام 1869، فضلا عن المقترحات التي و كان ينوي أن يقدمها إلى الكونغرس الذي كان من المقرر عقده في سبتمبر عام 1870، ولكن الذي كان لا بد من وقفه بسبب الحرب الفرنسية الألمانية . كعضو في المجلس العام في لندن وكأمين لألمانيا المناظرة، وتتمتع ماركس في هذا المجلس، كما هو معروف جيدا، وعظيم ويجب أن الاعترف، والتأثير المشروعة، بحيث يمكن اتخاذها لعلى يقين من أن من الاقتراحات وضعت للكونجرس من قبل المجلس، وتستمد بصورة رئيسية من عدة نظم وبالتعاون مع ماركس . كان في هذا السبيل المواطن الإنجليزي لوكرافت، وهو عضو في المجلس العام، طرح في مؤتمر بازل فكرة أن جميع الأراضي في أي بلد ينبغي أن تصبح ملكا للدولة، وأن زراعة هذه الأرض ينبغي أن توجه من قبل المسؤولين في الدولة ليديرها، (( أي )) وأضاف، (( لن يكون ممكنا إلا في دولة ديمقراطية والاشتراكية، والتي سيكون لها الشعب لمشاهدة بعناية على مدى حسن إدارة الأراضي الوطنية من قبل الدولة ))
هذا الطقس من الدولة، بصفة عامة، هو السمة الرئيسية الاشتراكية الألمانية. كان غارق لاسال، والمحرض الأكبر الاشتراكي والمؤسس الحقيقي للحركة الاشتراكية العملية في ألمانيا في ذلك. انه لا يرى الخلاص للعمال إلا في قوة الدولة؛ منها العمال أنفسهم ينبغي أن تمتلك، وفقا له، عن طريق الاقتراع العام.

الأممية و الدولة :

دعونا ننظر في السياسة الوطنية الحقيقية ل ماركس نفسه. مثل بسمارك، قال انه هو رجل وطني ألماني . وقال انه يرغب في عظمة وقوة ألمانيا كدولة . لا أحد على أي حال سوف يعول عليه في جريمة أنه يحب وطنه وشعبه . ومنذ ذلك فهو مقتنع بعمق أن الدولة هي شرطا لا غنى عنه لازدهار من جهة والتحرر من جهة أخرى، سيتم الالنظر من الطبيعي على انه ينبغي عليه الرغبة في رؤية ألمانيا دولة كبيرة جدا وقوية جدا _ نظرا لأن الدول الضعيفة والصغيرة دائما عرضة لخطر أن يروا أنفسهم مبتلعين . بالتالي ماركس كوطني واضح النظر ومتحمس_ يجب أن يرغب في عظمة وقوة ألمانيا كدولة
ولكن، من ناحية أخرى، ماركس هو اشتراكي شهير و، ما هو أكثر من ذلك، أحد المبادرين الرئيسيين في الأممية . وقال انه لا يكتف بالعمل من أجل انعتاق البروليتاريا في ألمانيا وحدها . وقال انه يشعر بنفسه على شرف الالتزام، ويعتبره من واجبه، العمل في نفس الوقت من أجل انعتاق البروليتاريا في جميع البلدان الأخرى، والنتيجة هي أن يجد نفسه في صراع مع نفسه بشكل كامل . كوطني ألماني، وقال انه يريد عظمة وقوة، وهذا يعني، هيمنة ألمانيا . ولكن بوصفها الاشتراكية الأممية يجب انه يرغب في التحرر لكل شعوب العالم. كيف يمكن حل هذا التناقض؟
هناك طريقة واحدة فقط، وهي أن يعلن، بعد ان يكون قد أقنع نفسه من ذلك، بطبيعة الحال، أن عظمة وقوة ألمانيا كدولة، هو شرط رئيسي للتحرر في العالم كله، أن انتصار ألمانيا الوطني والسياسي ، هو انتصار للإنسانية، وأن كل ما هو مخالف لظهور هذه القوة الجديدة النهمة العظيمة هو عدو الإنسانية . هذه القناعة منذ أن أنشئت، ليست الوحيدة المسموحة فحسب، بل هي أمر من قبل أقدس الأسباب، لجعل الأممية، بما في ذلك جميع الاتحادات من دول أخرى، تكون بمثابة قوية جدا، ومريحة، وفوق كل شيء، وسيلة شعبية ل إقامة الدولة البان ألمانية العظمى. وهذا هو بالضبط ما حاول ماركس أن يفعل، بقدر من مداولات المؤتمر دعا في لندن في عام 1871 عن طريق قرارات صوتت من قبل أصدقائه الألمان والفرنسيين في مؤتمر لاهاي . إذا لم ينجح على نحو أفضل، فبالتأكيد ليس لعدم وجود جهود كبيرة جدا والكثير من المهارة من جانبه، ولكن ربما لأن الفكرة الأساسية التي تلهمه خاطئة وتحقيقها أمر مستحيل.
لا يمكن للمرء أن يرتكب خطأ أكبر من أن يسأل إما من شيء أو من مؤسسة، أو من الرجل الخلد مما يمكن أن تعطي . من خلال المطالبة أكثر من واحد منهم يحبط، يعوق، ينحرف ويقتلهم . أنتجت الأممية في وقت قصير نتائج عظيمة . نظمت وستنظم كل يوم بطريقة لا تزال أكثر من هائلة، البروليتاريا للنضال الاقتصادي . هل هذا سبب للأمل في أن واحد يمكن استخدامه كأداة للنضال السياسي؟ ماركس، لأنه يعتقد ذلك، قتل ما يقرب للغاية الأممية، من خلال محاولة إجرامية له في لاهاي . . فمن قصة الدجاجة التي تبيض ذهبا. في الاستدعاء الجماهير للنضال الاقتصادي للعمال من مختلف البلدان سارع جنبا إلى جنب بما يتراوح أنفسهم تحت راية الأممية، ويتصور ماركس أن الجماهير سوف يبقى تحت ذلك - ماذا أقول؟ أنهم سوف يعجل جنبا إلى جنب بأعداد لا يزال أكثر صعوبة، عندما، موسى الجديد، قد نقش ثوابت له الوصايا العشر السياسية على رايتنا في البرنامج الرسمي ألزم به الأممية .
هناك هو خطأه الكامن . الجماهير، دون تمييز من درجة الثقافة، والمعتقدات الدينية، والبلد والكلام، كانت تفهم لغة الأممية عندما تتحدث لهم عن فقرهم، معاناتهم وعبوديتهم تحت نير الرأسمالية واستغلال الملكية الخاصة . فهموا أنه عندما أظهر لهم ضرورة توحيد جهودهم بشكل قوي، نضال مشترك . ولكن هنا كانوا يجري الحديث إلى ما بين متعلمين جدا وفوق كل برنامج سياسي سلطوي جدا، والتي، باسم الخلاص الخاصة بها، تحاول، في هذه الأممية التي كانت لغاية تنظيم التحرر من خلال جهودهم الذاتية، لتفرض عليهم حكومة ديكتاتورية، مؤقتة، ولا شك، ولكن، في الوقت نفسه، تماما تعسفية وإخراج رئيس مليئ العقل للغاية .
برنامج ماركس هو نسيج كامل عن المؤسسات السياسية والاقتصادية مركزية بقوة والاستبدادية للغاية، يعاقب، ولا شك، مثل كل المؤسسات الاستبدادية في المجتمع الحديث، عن طريق الاقتراع العام، ولكن المرؤوس مع ذلك إلى وجود حكومة قوية للغاية، لاستخدام الكلمات جدا من إنجلز ، والأنا في ماركس، والمقربين من المشرع
ما من درجة من الجنون لن يجب أن يقودها الطموح، أو الغرور، أو كليهما في آن واحد، لكانت قادرة على تصور عن الأمل في أن يمكن لأحد أن الإبقاء على الجماهير العاملة من مختلف بلدان أوروبا وأمريكا تحت راية من الأممية على هذه الشروط !
للدولة العالمية، والحكومة، الديكتاتورية! حلم الباباوات غريغوري السابع وبونيفاس الثامن، الامبراطور شارل الخامس، ونابليون، تستنسخ نفسها تحت أشكال جديدة، ولكن دائما مع نفس الذرائع في معسكر الاشتراكية الديمقراطية! يمكن للمرء أن يتخيل أي شيء أكثر سخرية، ولكن أيضا أي شيء أكثر إثارة للاشمئزاز؟
للحفاظ على تلك المجموعة الواحدة من الأفراد، حتى أكثر ذكاء وأفضل النوايا، القادرة على ان تصبح الفكر، والروح، والتوجيه وإرادة توحيد الحركة الثورية والمنظمة الاقتصادية البروليتاريا في جميع البلدان من هذا القبيل بدعة ضد الحس السليم، وضد تجربة التاريخ، أن أحد يسأل نفسه باستغراب كيف يمكن لرجل ذكي مثل ماركس أن تصور ذلك
وكان البابا على الأقل بذريعة الحقيقة المطلقة التي زعموا أنها تقع في أيديهم بنعمة الروح القدس والتي كان من المفترض أن نؤمن بها. ماركس لم يملك هذا العذر، وأعطي، وليس إهانة له من خلال التفكير انه يعتقد نفسه قد اخترع شيئا علميا والذي يقترب من الحقيقة المطلقة . ولكن من لحظة أن المطلق غير موجود، لا يمكن أن يكون هناك أي عقيدة معصومة فيا الأممية، ولا بالتالي أي نظرية سياسية واقتصادية رسمية، لا يجب على المؤتمرات لدينا أبدا المطالبة بدور مجالس الكنيسة العامة، معلنين مبادئ إلزامية لجميع الأتباع و المؤمنين . يوجد قانون واحد فقط وهو حقا واجبا لجميع الأعضاء، والأقسام المميزة واتحادات الأممية في، والتي يشكل هذا القانون على الأساس الحقيقي الوحيد . هو، في كل امتداده، في جميع عواقبه وتطبيقاته - تضامن الأممية من الكادحين في جميع الصفقات _في جميع البلدان في النضال الاقتصادي ضد مستغلي العمال. هو في المنظمة الحقيقية لهذا التضامن، من خلال التنظيم العفوي للجماهير العاملة والاتحاد بحرية مطلقة وقوية في نسبة سوف تكون حرة للجماهير العاملة من جميع اللغات والأمم، وليس في التوحيد عن طريق مراسيم وتحت قصبة أي حكومة أيا كان، أن يتواجد هناك وحدة حقيقية تعيشها الأممية. أن من هذه المنظمة أوسع من أي وقت مضى التضامن المتشدد للبروليتاريا ضد استغلال البرجوازية هناك يجب أن تصدر، في واقع الأمر هناك ينشأ النضال السياسي للبروليتاريا ضد البرجوازية . من يستطيع أن يشك؟ بين الماركسيين وأنفسنا هناك إجماع على هذه النقطة. ولكن هناك على الفور يطرح نفسه السؤال الذي يفصلنا بعمق عن الماركسيين
نحن نعتقد بأن السياسة الثورية للبروليتاريا يجب أن تكون لتدمير الدول على الفور . نحن لا نفهم أن أي شخص يمكن أن يتحدث عن التضامن الدولي عندما يريد إبقاء الدول - إلا إذا كانوا يحلم بالدولة العالمية، وهذا يعني، العبودية العالمية مثل الأباطرة والباباوات الكبار - الدولة بطبيعتها تمزق هذا التضامن، وبالتالي ستكون سبب حرب دائمة. كما اننا لا نفهم كيف أن أي شخص يمكن أن يتحدث عن حرية البروليتاريا أو الخلاص الحقيقي للجماهير في الدولة ومن قبل الدولة . الدولة تعني الهيمنة، وكل هيمنة تفترض إخضاع الجماهير وبالتالي استغلالهم لصالح بعض الأقليات أو غيرها
نحن لا نعترف، حتى كمرحلة انتقالية ثورية، سواء باتفاقيات وطنية، أو جمعيات تأسيسية، أو ما يسمى الديكتاتوريات الثورية، لأننا مقتنعون بأن ثورية صادقة فقط، صادقة وحقيقية تكمن في الجماهير، وأنه عندما تتركز في أيدي بعض الأفراد التي تحكم، بشكل طبيعي ستصبح حتما رجعية
ما يعتنقه الماركسيون مخالف تماما لآرائهم . كما يليق بالألمان الجيدين، فهم عبدة سلطة الدولة، وبالضرورة أيضا أنبياء الانضباط السياسي والاجتماعي، وأبطال النظام القائم من الأعلى إلى الأسفل، ودائما باسم الاقتراع العام وسيادة الجماهير، للذين كانوا يحتفظون بالسعادة والشرف على طاعة الرؤساء، السادة المنتخبين . أعترف الماركسيين بأنه لا يوجد تحرر آخر من ذلك الذي كانوا يتوقعونه من ما يسمى الدول الشعبية الخاصة بهم. فهم بشكل صغير جدا أعداء للوطنية بأمميتهم، وحتى، أنهم يرتدون في الكثير من الأحيان ألوان مصطلح البان ألمانى . بين السياسة الماركسية وسياسة بيسمارك هناك شك في وجود فرق ملحوظ جدا، ولكن بين الماركسيين و بيننا، هناك الهاوية. فهم حكوميون، ونحن إلى النهاية أناركيون .
في الواقع، وبين هذين الاتجاهين لا يوجد حتى اليوم توفيق ممكن . التجربة العملية فقط في الثورة الاجتماعية، في تجارب تاريخية جديدة و عظيمة، ومنطق الأحداث، يمكن تقديمهم عاجلا أم آجلا إلى حل مشترك . واقتناعا بقوة بصواب من حيث المبدأ، ونحن نأمل أن ثم الألمان أنفسهم - عمال ألمانيا وليس قادتهم - سوف يتوقفون من خلال الانضمام إلينا من أجل هدم تلك السجون التي تحيط بالشعوب، التي تسمى الدول وإدانة السياسة، والتي كانت في الواقع ليست سوى فن الهيمنة والجز بالجماهير .
في قرصة يمكنني تصور أن الطغاة، المتوجين أو الغير متوجين، يمكن أن يحلموا بصولجان العالم . ولكن ما يمكن أن يقال عن صديق البروليتاريا، من الثوريين الذين يدعون بجدية بأنهم يرغبون في تحرير الجماهير والذين وضعوا أنفسهم كمدير والحكم الأسمى في كل الحركات الثورية التي يمكن أن تتفجر في بلدان مختلفة، لن يجرؤوا على أن يحلموا بإخضاع البروليتاريا في جميع هذه البلدان لفكرة واحدة، تحاك في دماغهم الخاصة .
وأنا أعتبر أن ماركس هو ثوري خطير جدا، إن لم يكن دائما و مخلص جدا، وأنه يريد حقا أن يرفع الجماهير وأنا أسأل نفسي - لماذا هو لا يرى أن إنشاء دكتاتورية عالمية، سواء جماعية أو فردية، الدكتاتورية التي من شأنها أن تؤدي بها إلى حد مهم و كبير مهندسي الثورة العالمية - الحاكم وتوجيه الحركة التمردية للجماهير في جميع البلدان باعتبارها واحدة بوجه آلة - إلى أن إنشاء مثل هذه الديكتاتورية يكفي في حد ذاته وحدها لقتل الثورة، أو شل وعرقلة كل الحركات الشعبية؟ ما هو الإنسان، ما هي مجموعة من المميزين، و الذين قد تكون كبيرة عبقريتهم، الذين لن يجرؤ على تملق أنفسهم لتتمكن من احتضان واستيعاب عدد كبير لا حصر له من المصالح، من الميول والإجراءات المتنوعة لذلك في كل بلد، محافظة ، محلة، والتجارة، ومنها مجموعة هائلة، متحدين، ولكن لم تصدر زي موحد، من خلال طموح واحد مشترك عظيم وبعض المبادئ الأساسية التي مرت من الآن فصاعدا في وعي الجماهير، وسوف تشكل ثورة اجتماعية في المستقبل؟
وما هي الفكرة من مؤتمر الأممية التي كانت في ما يسمى مصالح هذه الثورة، يفرض على البروليتاريا في العالم المتحضر كله باستثمار الحكومة مع السلطة الديكتاتورية، مع حقوق التحقيقية والديكتاتورية من تعليق اتحادات إقليمية، من إعلان فرض حظر ضد دول بأكملها باسم ما يسمى مبدأ الرسمية، والتي هي شيء آخر من رأي ماركس نفسه، حولت من قبل تصويت أغلبية وهمية إلى الحقيقة المطلقة؟ ما ينبغي من فكرة الكونغرس التي، بلا شك لجعل الحماقة التي لا تزال أكثر براءة، تنزل إلى أمريكا في هذه الهيئة الحاكمة الديكتاتورية، بعد أن كان الفريق مؤلفا من الناس وربما صادق جدا، ولكن غامض، جاهل بما فيه الكفاية، وغير معروف على الاطلاق لذلك. سيكون لدينا أعداء البرجوازية الذين سيكونون على حق عندما يضحكون في مؤتمرات لدينا وعندما يزعمون أنهم يحاربون الأممية فقط الأنظمة الاستبدادية القديمة من أجل إقامة مستوطنات جديدة، و أنه ليستبدل بجدارة السخافات القائمة عليه خلق أخرى !

الثورة الاجتماعية و الدولة :

ما فعله بسمارك لعالم السياسية والبرجوازية، ماركس يدعي أنه يفعل اليوم لعالم الاشتراكية، من خلال البروليتاريا في أوروبا . لتحل محل المبادرة الفرنسية عن طريق المبادرة الألمانية والهيمنة . وكما، وفقا له، ولتلاميذه، وليس هناك فكر ألماني أكثر تقدما من فكره انه يعتقد ان لحظة تأتي ل ينتصر نظريا وعمليا في الأممية . هذا كان الهدف الاساسي من المؤتمر الذي دعا، جنبا إلى جنب في سبتمبر 1871 في لندن. تم تطوير هذا الفكر الماركسي صراحة في البيان الشهير للاجئين الألمان الشيوعيين صيغت ونشرت في عام 1848. ماركس وإنجلز . أنها نظرية تحرر البروليتاريا وتنظيم العمال من قبل الدولة
النقطة الرئيسية هو الاستيلاء على السلطة السياسية من قبل الطبقة العاملة . يمكن للمرء أن يفهم أن أناسا لا غنى عنهم مثل ماركس وإنجلز ينبغي أن يكونوا أنصار البرنامج الذي، يكرس ويقر بالسلطة السياسية، ويفتح الباب أمام كل الطموحات. حيث سيكون هناك قوة سياسية ستكون هناك بالضرورة موضوعات، نهضت في أزياء الجمهوريين، والمواطنين،إنها الحقيقة، ولكن الذي سيكون على الرغم من ذلك موضوعات، التي سيجبرون على هذا النحو أن يطيعوها - لأنه من دون الطاعة، لن هناك هو أي قوة ممكن . سيقال في الجواب على هذا بأنهم سوف لن يطيعوا الناس بل القوانين التي سوف يضعوها أنفسهم . لذلك يجب أن أرد أن الجميع يعرف كم، في البلدان التي هي الأكثر حرية والأكثر ديمقراطية، ولكن تحكم سياسيا، والناس يصنعون القوانين، وماذا طاعتهم لهذه القوانين تعني . من ليس لديه رغبة عمدا من الاتخاذ الوهمي لحقائق يجب الاعتراف تماما أنه حتى في هذه البلدانالشعب في الحقيقة لا يطيع القوانين التي تجعل نفسها، ولكن القوانين التي تتم باسمهم، وأنه على طاعة هذه القوانين لا يعني شيئا آخر لهم من أن يقدم إلى إرادة تعسفية من بعض حراسة وتحكم الأقلية، أو ما يرقى إلى نفس الشيء، ليكونوا عبيدا بحرية .
هناك في هذا البرنامج الذي هو تعبير آخر منفر بعمق لنا نحن الأناركيون الثوريون الذين يريدون بصراحة التحرر الكامل للشعب . والتعبير الذي أود أن أشير إليه هو عرض للبروليتاريا، والمجتمع كله من الكادحين، باعتباره (( الطبقة )) وليس (( الجموع )) . هل نعلم ماذا يعني ذلك ؟ لا أكثر ولا أقل من الأرستقراطية الجديدة، المكونة من عمال المصانع والمدن، لاستبعاد الملايين الذين يشكلون البروليتاريا في الريف والذين في التوقعات من الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا سوف، في الواقع، يصبحون موضوعات من عظيم ما يسمى دولة الشعب . (( الطبقة )) ، (( السلطة )) ، (( الدولة )) ، ثلاثة مصطلحات لا تتجزأ . لكل منها الضرورية قبل افتراض الاثنين الآخرين والتي هي بالتأكيد يمكن تلخيصها بعبارة: الإخضاع السياسي والاستغلال الاقتصادي للجماهير
الماركسيون يعتقدون أنه مثلما في القرن 18 خلعت البرجوازية طبقة النبلاء، لتأخذ مكانها واستيعابها ببطء في الجسم الخاص بها، وتقاسمت معها السيطرة واستغلال الكادحين في المدن وكذلك في البلاد، لذلك تسمى البروليتاريا في المدن اليوم تلك التي تحاول أن تنتزاع من البرجوازية، _استيعابها و أن تتقاسم معها السيطرة واستغلال البروليتاريا في الريف . وهذا الأخير منبوذ من التاريخ، ما لم يكن هذا الأخير في وقت لاحق من الثورات وهدم جميع الطبقات والطوائف والقوى، في كلمة واحدة، جميع الدول
بالنسبة لي، ومع ذلك، لا تعني زهرة البروليتاريا، كما هو الحال عند الماركسيين، الطبقة العليا، والأكثر تحضرا والمريحة في عالم العمال، تلك الطبقة من العمال شبه البرجوازية والتي هي على وجه التحديد طبقة الماركسيين الذين يريدون استخدامها لتشكيل طبقة حكمهم الرابعة ، والتي هي قادرة حقا على تشكيل واحد إذا لم يتم تعيين الأشياء لحقوق الإنسان في مصالح السواد الاعظم من البروليتاريا . مع الراحة والشبه البرجوازية موقعها النسبي، هذه الطبقة العليا من العمال للأسف توغلت عميقا جدا فقط بجميع التحيزات السياسية والاجتماعية وجميع التطلعات والطموحات الضيقة من البرجوازية. يمكن القول حقا أن هذه الطبقة العليا هي الأقل اشتراكية، والأكثر فردية في كافة البروليتاريا .
بواسطة زهرة البروليتاريا، يعني قبل كل شيء، أن كتلة كبيرة، تلك الملايين الغير متحضرة، المحرومين والدنيئين والأميين الذين السادة انجلز وماركس يودون إخضاعهم للنظام الأبوي لحكومة قوية جدا، لتوظيف التعبير المستخدم من قبل انجلز في رسالة الى صديقنا كافييرو . دون شك، هذا سوف يكون من أجل خلاصهم، وبالطبع كل الحكومات، كما هو معلوم، أنشئت فقط من مصالح الجماهير نفسها. بواسطة زهرة البروليتاريا أعني بالضبط أن اللحوم الأبدية (( للحكومات ))، أن الرعاع الأعظم من الناس عادة المعينة من قبل السادة ماركس وإنجلز بعبارة خلابة في آن واحد وبازدراء (( البروليتاريا المحرومة ))، و (( حثالة القوم )) ، أن الرعاع الذين، هم غير ملوثين جدا ما يقربهم من كل الحضارة البرجوازية يحملون في قلبهم، في تطلعاتهم، في جميع الضروريات ومآسي موقفهم الجماعي، كل جراثيم الاشتراكية في المستقبل، والتي وحدها هي قوية بما يكفي اليوم لتدشين الثورة الاجتماعية والوصول بها إلى الانتصار
على الرغم من الاختلاف بيننا في هذا الصدد أيضافإن الماركسيين لا يرفضون برنامجنا على الاطلاق . انهم يعاتبوننا فقط على الرغبة في المسارعة، في تجاوز، مسيرتهم البطيئة من التاريخ وتجاهل القانون العلمي للتطورات المتعاقبة . بعد أن كان من العصب بالدقة الألمانية الإعلان في عوالمهم المكرسة لتحليل فلسفي للجاست ان الهزيمة الدامية للفلاحين المسلحين في ألمانيا وانتصار الولايات الاستبدادية في القرن السادس عشر يشكل التقدم الثوري العظيم، فإنهم اليوم لديهم الجرأة لإرضاء أنفسهم بإنشاء الاستبداد الجديد بما يسمى الربح لعمال البلدة وعلى حساب الكادحين في البلاد .
لدعم برنامجه في الاستيلاء على السلطة السياسية، ماركس لديه نظرية خاصة جدا وهي، علاوة على ذلك، ليست إلا نتيجة منطقية لنظامه كله . الحالة السياسية في كل بلد، كما يقول ، هي دائما المنتج وتعبير المؤمنين من الوضع الاقتصادي؛ لتغيير السابق فمن الضروري فقط لتحويل لهذا الأخير . وفقا لماركس، كل سر التطور التاريخي هناك. انه لا يأخذ في الاعتبار العناصر الأخرى في التاريخ، مثل كرد فعل واضح تماما من المؤسسات السياسية والقانونية والدينية على الوضع الاقتصادي . هو يقول (( ينتج الفقر العبودية السياسية، الدولة )) لكنه لا يسمح لهذا التعبير أن يستدير ليقول ((العبودية السياسية، الدولة، تستنسخ بدورها، ويحافظ على الفقر كشرط لوجودها الخاصة؛ بحيث، من أجل تدمير الفقر، فمن الضروري لتدمير الدولة ! )) و، شيء غريب في حرمانه لخصومه من وضع اللوم على العبودية السياسية والدولة، باعتبارها قضية نشطة تسبب الفقر، وقال انه يقود أصدقاءه وتلاميذه من الحزب الديمقراطي الاجتماعي في ألمانيا للنظر في الاستيلاء على السلطة و الحريات السياسية كشرط أولي ضروري للغاية من أجل التحرر الاقتصادي
حتى الآن علماء اجتماع مدرسة ماركس، انجلز والرجال مثل لاسال، وجهوا ضدنا أن الدولة ليست على الإطلاق قضية فقر الشعب، و تدهور وعبودية الجماهير . إلا أن الحالة البائسة للجماهير، فضلا عن السلطة الاستبدادية للدولة هي، على العكس من ذلك، فإن كلا من واحد يكمل الآخر، ويثير قضية أعم، المنتجات في مرحلة لا مفر منها في التنمية الاقتصادية لل المجتمع، في مرحلة التي من وجهة نظر التاريخ، تشكل التقدم الحقيقي، خطوة هائلة نحو ما يسمونه ثورة اجتماعية . إلى هذه الدرجة، في الواقع، لاسال لم يتردد بصوت عال ليعلن عن هزيمة ثورة هائلة من الفلاحين في ألمانيا في القرن السادس عشر - هزيمة مؤسفة إذا كان هناك أي وقت مضى واحدة أسوأ، من الذي يعود إلى قرون عبودية الألمان - وانتصار الدولة الاستبدادية و المركزية والتي كانت نتيجة لازمة فيذلك، لتشكل انتصارا حقيقيا لهذه الثورة . لأن الفلاحينكما يقول الماركسيون، هم الممثلون من ردود الفعل الطبيعية، في حين أن الدولة العسكرية والبيروقراطية الحديثة - منتج ومرافق لا مفر منه للثورة الاجتماعية، والتي، بدءا من النصف الثاني من القرن السادس عشر بدأت بطيئة، ولكن كانت هذه الدولة شرطا أساسيا في هذه الثورة - دائما تقدمية عبر - تشكيل الاقتصاد الإقطاعي القديم والأرض في إنتاج الثروة، أو ما يتبادر إلى الشيء نفسه، في استغلال اليد العاملة من الشعب من خلال رأس المال .
يمكن للمرء أن يفهم كيف إنجلز، مدفوع على حسب المنطق نفسه!، في رسالة وجهها إلى واحد من أصدقائنا، كارلو كافييرو، كان قادرا على القول، من دون ادنى السخرية، ولكن على العكس من ذلك، على محمل الجد، أن بسمارك وكذلك وكان الملك فيكتور ايمانويل الثاني يقدمون الخدمات الهائلة للثورة، كل منهم بعد أن أوجدوا المركزية السياسية في بلدانهم
وبالمثل ماركس يتجاهل تماما العنصر الأكثر أهمية في التطور التاريخي للبشرية، وهذا هو، مزاجه والطابع الخاص من كل سباق ولكل الناس، ومزاجه وشخصيته التي هي في حد ذاتها نتاج طبيعي وافر من الإثنوغرافية والمناخية والاقتصادية وكذلك الأسباب التاريخية، ولكنها، مرة واحدة تنتج، تمارسة، حتى بغض النظر عن وبشكل مستقل عن الظروف الاقتصادية لكل بلد، له تأثير كبير على مقدراته، وحتى على تطور القوى الاقتصادية . بين هذه العناصر، وهذه الصفات لذلك اقول الطبيعية، هناك هو الإجراء الحاسم تماما في تاريخ المعين لكل الناس، بل هو شدة غريزة التمرد، وعلى نفس المنوال، من الحرية، والتي وهبت أو التي تم حفظها . هذه الغريزة هي حقيقة بدائية تماما وحيوانية؛ يجدها المرء في درجات مختلفة في كل كائن حي، والطاقة، والطاقة الحيوية من بعضها هو أن تقاس شدتها. في الإنسان، بالإضافة إلى الاحتياجات الاقتصادية التي حثته عليها، تصبح هذه الغريزة وكيل أقوى لإنعتاق الإنسان. وكما هو الحال على سبيل مزاجه، وليس من الثقافة الفكرية والأخلاقية، على الرغم من أنها تثير عادة واحدة وأخرى، و يحدث في بعض الأحيان أن الشعوب المتحضرة لا تمتلكها إلا في درجة ضعيفة، سواء كان ذلك هو أنه قد تم استنفاذها أثناء التنمية الخاصة السابقة، أو ما إذا كانت طبيعية جدا من حضارتهم قد فسدت فيهم، أو ما إذا كان، في نهاية المطاف، وكانوا في الأصل أقل حظا معها من البعض الآخر .
كانت هكذا في كل ماضيها، كما لا تزال اليوم ألمانيا النبلاء والبرجوازية . البروليتاريا الألمانية، التي كانت ضحية لعدة قرون من هذا و ذاك، يمكن جعل ذلك مسؤولية مشتركة عن روح الغزو الذي يتجلى اليوم في الطبقات العليا من هذه الأمة؟ في الواقع الفعلي، مما لا شك فيه. لقهر الناس هو بالضرورة أن يكون الشعب عبيد، والعبيد هم دائما البروليتاريا . لذلك الغزو تعارض تماما مع مصالحهم وحريتهم . لكنهم مسئولان بشكل مشترك عن تلك الروح، وأنهم سوف يظلون مسؤولين مشتركين طالما أنهم لا يفهمون أن هذه الدولة لعموم الألمانية، وهذه الجمهورية وما يسمى الدولة الشعبية، التي وعدوا بها في المستقبل الأكثر أو الأقل قرب ، لن يكون أي شيء آخر، إذا كان يمكن أن تتحقق من أي وقت مضى، من شكل جديد من العبودية صعب جدا بالنسبة للبروليتاريا .
حتى يومنا هذا، لا يبدو على الأقل أنهم يفهمون ذلك، وأيا من رؤسائهم، الخطباء، أو الدعات، أعطى نفسه عناء شرح ذلك لهم. انهم يحاولون كل شيء، على العكس من ذلك، لتشجع البروليتاريا على طول الطريق حيث سيلتقون مع لاشيء إلا ملاحظة إنتقادية من العالم والاستعباد الخاص . وطالما، الطاعة لتوجيهات هؤلاء القادة، الذين يناضلون من أجل هذا الوهم المخيف لدولة الشعببالتأكيد البروليتاريا سوف لن يكون لديها مبادرة لثورة اجتماعية . سوف تأتي هذه الثورة من الخارج، وربما من بلدان البحر الأبيض المتوسط، ومن ثم سيكون الرضوخ لعدوى العالمية، فإن البروليتاريا الألمانية بدون فضفضة أهوائها سوف تطيح دفعة واحدة بسلطان الطغاة و تحصل على ما يسمى تحررها .
منطق ماركس يؤدي إلى نتائج عكسية تماما. مع الأخذ في الاعتبار لا شيء إلا أن السؤال اقتصادي واحد، يقول في نفسه أن البلدان الأكثر تقدما وبالتالي الأكثر قدرة على صنع ثورة اجتماعية هي تلك التي قد بلغت في الإنتاج الرأسمالي الحديث أعلى درجة تطوره . وهي التي، مع استبعاد جميع الآخرين، تمثل الدول المتحضرة، وحدهم مدعوين لبدء وتوجيه هذه الثورة. وستتألف هذه الثورة من نزع الملكية، سواء عن طريق سلسلة متوالية السلمية أو عن طريق العنف، من أصحاب الأملاك والرأسماليين _الحاضرين و وضع جميع الأراضي وجميع رؤوس الأموال بيد الدولة، والتي من أجل التلبية الاقتصادية الكبرى وكذلك السياسية يجب أن يكون بالضرورة مهمة جدا وقوية جدا بقوة مركزية . سيكونعلى الدولة إدارة وتوجيه فلاحة الأرض عن طريق مكتبها برواتب قيادة جيوش الكادحين الريفيين، المنظمة والمنضبطة لهذه الزراعة. في الوقت نفسه، عليها تدمير جميع البنوك الموجودة و إنشاء مصرف واحد، وتمويل جميع أشكال العمل وكافة التجارة الوطنية .
يمكن للمرء أن يفهم أنه لأول وهلة، خطة بسيطة كهذه للتنظيم - على الأقل في المظهر - يمكن إغواء مخيلة العمال الأكثر حرصا على العدالة والمساواة من أجل الحرية ونزواتهم بحماقة أن هذين يمكن أن يتواجدا بدون الحرية - كما لو كان لكسب وترسيخ العدالة والمساواة، يمكن للمرء الاعتماد على أشخاص آخرين، وعلى الفئات الحاكمة قبل كل شيء، و التي كثيرا ما قد تدعي أنها منتخبة والتي يسيطر عليها الشعب . في واقع الأمر سيكون للبروليتاريا نظام الثكنات، حيث الجموع الموحدة من الرجال والنساء العاملين سوف يستيقظون، من النوم والعمل والعيش على وقع الطبل، وبالنسبة للأذكياء والمتعلمين شرف الحكم، وبالنسبة للمرتزقة التفكير، كل هذا سيجتذب بضخامة المضاربات الدولية بين البنوك الوطنية، وهو ميدان واسع بين السماسرة الرابحين
وفي الداخل ستكون العبودية، في الشؤون الخارجية حرب لا هدنة فيها؛ إلا إن كانت كل شعوب و الأجناس (( الأقل شأنا )) ، أو اللاتينية السلافية، الأول متعب من الحضارة البرجوازية و الآخر كان جاهل تقريبا بها، و يحتقرها من قبل الغريزة، ما لم ترفض هذه الشعوب نفسها أن تقدم إلى نير دولة برجوازية أساسا، ودولة تزيدها استبدادية لأنها سوف تسمي نفسها دولة الشعب
الثورة الاجتماعية، كما اللاتينية والكادحين سلاف يصورونها لأنفسهم، يرغبون في ذلك، ويأملون لذلك، هي أوسع بكثير مما وعدت لهم من قبل البرنامج الألمانية أو الماركسية. فإنه ليس لهم بمسألة التحرر قياس شديد البخل بها والقابلة للتحقق فقط في تاريخ بعيد جدا، من الطبقة العاملة، ولكن التحرر الكامل والحقيقي لكل البروليتاريا، ليس فقط من بعض الدول ولكن من جميع الدول، المتحضرة و الغير حضارية - حضارة جديدة، حقا للشعب، وتجري متجهة للبدء بهذا العمل من التحرر العالمي .
والكلمة الأولى من هذا التحرر لا يمكن أن يكون سوى (( حرية ))، وليس تلك الحرية السياسية البرجوازية، التي وافق كثيرا وأوصى عليها كجسم أولي للغزو من قبل ماركس وأتباعه، ولكن الحرية الإنسانية العظيمة، والتيتدمر كل الأغلال الميتافيزيقية والسياسية والقانونية العقائدية التي يحملها الجميع إلى اليوم بانخفاض، سيعطي للجميع وللجماعات وكذلك الأفراد، الحكم الذاتي الكامل في أنشطتهم وتطورها، ستتخلص بمرة واحدة وإلى الأبد من جميع المفتشين والمديرين و الأوصياء
الكلمة الثانية في هذا التحرر هي التضامن، وليس تضامن الماركسية من فوق إلى أسفل من ب حكومة ما أو غيرها إما عن طريق حيلة أو بالقوة، على جماهير الشعب . ليس تضامن الجميع الذي هو نفي لحرية البعض، والتي كانت في ذلك حقيقة تصبح زيف، وخيال، وجود الرق بأنه واقع وراء ذلك، ولكن هذا التضامن الذي هو على العكس من ذلك في تأكيد وتحقيق كل الحرية، كان أصله ليس في أي قانون سياسي على الإطلاق ، ولكن في الطبيعة الجماعية المتأصلة للإنسان التي بواسطتها أي إنسان حر إذا كان كل الناس الذين يحيطون به والذين يمارسون أقل تأثير مباشر أو غير مباشرعلى الحياته متساوين . هذه الحقيقة هي التي يمكن العثور عليها بتعبير رائع في إعلان حقوق الإنسان الذي صاغه روبسبير والذي ينص على أن العبودية على الأقل لأناس هي العبودية للجميع .
التضامن الذي نسألبدلا من أن يكون نتيجة لأية منظمة مصطنعة أو استبدادية على الإطلاقيمكن أن يكون المنتج العفوي للحياة الاجتماعية والاقتصادية وكذلك المعنوي فقط . ، والنتيجة للاتحاد خالية من المصالح المشتركة والتطلعات والاتجاهات. لديها قاعدة أساسية، المساواة، والعمل الجماعي - أصبحت إلزامية لكل وليس عن طريق قوة القانون، ولكن من قبل قوة من الحقائق - والملكية الجماعية . بمثابة ضوء التوجيه والخبرة - وهذا يعني ممارسة حياة جماعية؛ المعرفة والتعلم، وكهدف نهائي إنشاء الإنسانية_ وبالتالي الخراب لجميع الدول .
هناك المثل الأعلى، وليس الإلهي، وليس الميتافيزيقي ولكن الإنساني والعملي، والذي يتطابق وحده مع التطلعات الحديثة للشعوب اللاتينية و السلافية . انهم يريدون الحرية الكاملة، والتضامن الكامل ، المساواة الكاملة في كلمة واحدة، انهم يريدون الإنسانية فقط، وأنهم لن تكونوا راضين حتى على درجة في كونها مؤقتة وعابرة، بأي شيء أقل من ذلك. سوف يشجب الماركسيون تطلعاتهم كالحامقة؛ الذي تم إنجازها على مدى فترة طويلة، التي لم تحولهم من هدفهم، وسوف لا تغير أبدا روعة هذا الهدف التفاهات البرجوازية تماما في الاشتراكية الماركسية .
مثالية لهم هو عملي في هذا المعنى، أن تحقيقه لن يكون أقل صعوبة بكثير من ذلك لفكرة الماركسية، والتي، إلى جانب فقر هدفها، تعرض أيضا انزعاج خطير لكونه غير عملي على الاطلاق . انها لن تكون المرة الأولى التي فيها الناس الأذكياء والعقلانيون ودعاة الأمور العملية والممكنة، سوف يعترفون لليوتوبيون، وأن أولئك الذين يدعون اليوتوبيون إ اليوم سيتم الاعتراف بهم كأناس عمليون في الغد . عبثية النظام الماركسي يكمن على وجه التحديد في أمل أنه من خلال التضييق إلى حد غير عادي أسفل البرنامج الاشتراكي وذلك لجعله مقبولة لدى الراديكاليين البرجوازيين، فإنه سيتم تحويل هؤولاء الأخيرين إلى موظفين غير مقصودين وغير طوعيين للثورة الاجتماعية. هناك خطأ كبير هناك . كل تجربة من التاريخ توضح لنا أن تحالفا أبرم بين طرفين مختلفين يتحول دائما إلى استفادة من الأكثر رجعية من الطرفين، وهذا التحالف بالضرورة الحزب الأكثر تقدما، من خلال تقليص وتشويه برنامجه، من خلال تدميره الأخلاقي للقوة والثقة في نفسه، بينما الحزب الرجعي، عندما يكون مذنبا باطلا دائما وأكثر من أي وقت مضى يعطي لنفسه الحق .
بالنسبة لي، أنا لا أتردد في القول ان كل مغازلات الماركسية مع الراديكالية، سواء الإصلاحية أو الثورية، البرجوازيين، يمكن أن يكون لها أي نتيجة أخرى غير الإحباط وسوء التنظيم للقوة الصاعدة للبروليتاريا، وبالتالي _ ترسيخ جديد للسلطة التي تتبعها البورجوازية

النشاط السياسي و العمال :

في ألمانيا، الاشتراكية بدأت بالفعل تصبح قوة هائلة، على الرغم من القوانين التقييدية والقمعية . الأحزاب العمالية الاشتراكية هي بصراحة - بمعنى أنهم يريدون الإصلاح الاشتراكي للعلاقات بين رأس المال والعمال، وأنهم يعتبرون أن الحصول على هذا الإصلاح، يجب قبل كل شيء إصلاح الدولة، وأنه إذا لم تكن ستصلح بنفسها للإصلاح بسلام، يجب إصلاحها من قبل ثورة سياسية . هذه الثورة السياسية، والمحافظة، ويجب أن تسبق الثورة الاجتماعية، ولكن أنا أعتبر هذا خطأ فادح، وهذه الثورة ستكون بالضرورة الثورة البرجوازية، وسوف لن تنتج سوى الاشتراكية البرجوازية، وهذا يعني أنها ستؤدي إلى استغلال جديد ، أكثر دهاء ونفاقا، ولكن ليس أقل قمعية من الحاضر .
وقد فتحت هذه الفكرة من الثورة السياسية السابقة للثورة الاجتماعية أبواب واسعة للحزب الديمقراطي الاشتراكي و لجميع الديمقراطيين الراديكالي . الذين هم اشتراكيين بشكل قليل جدا. وقادة الحزب لديهم، ضد غرائز العمال أنفسهم، جلبوا الى ارتباط وثيق مع الديمقراطيين البرجوازيين من حزب الشعب [الليبراليين]، الذي هو معاد تماما للاشتراكية، كما يثبت السياسيين والصحافة عندهم . قادة حزب الشعب هذا، على كل حال، فقد لاحظوا أن هذه التصريحات المعادية للاشتراكية أزعجت العمالوهم عدلوا لهجتهم لأنهم بحاجة إلى مساعدة العمال في أهدافهم السياسية، تماما كما كان دائما ذراعه جميع قوى الشعب ثم سرقة الأرباح لأنفسهم. وبالتالي أصبح هؤلاء الديمقراطيين الشعبيين الآن "اشتراكيين" من نوع. ولكن "الاشتراكية" عندهم لا تتجاوز أحلام غير ضارة من التعاونيات البرجوازية .
في الكونغرس في إيزنباخ، في أغسطس عام 1869، كانت هناك مفاوضات بين ممثلي الطرفين، العامل والديمقراطي، وهذا أدى إلى البرنامج الذي يشكل بالتأكيد حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي . هذا البرنامج هو حل وسط بين البرنامج الاشتراكي والثوري في الأممية على النحو الذي تحدده مؤتمرات بروكسل وبازل، وبرنامج الديمقراطية البرجوازية . هذا البرنامج الجديد دعا إلى (( الدولة الشعبية الحرة )) ، حيث ستلغى كل السيطرة الطبقية والاستغلال . أعلنت الحرية السياسية بأنها ستكون الشرط الأكثر إلحاحا للتحرر الاقتصادي للطبقات العاملة. وبالتالي فإن المسألة الاجتماعية لا يمكن فصلها عن المسألة السياسية . حله كان معقول فقط في دولة ديموقراطية . أعلن الحزب أنه مرتبط بالأممية . تم تعيين بعض الأهداف المباشرة من: حق الاقتراع ، والاستفتاءات، والتعليم المجاني والإلزامي، والفصل بين الكنيسة والدولة، والحرية الصحافة و مساعدة الدولة لتعاونيات العمال .
هذا البرنامج لا يعبر عن التطلعات الاشتراكية والثورية للعمال، ولكن عن سياسة القادة . هناك تناقض مباشر بين برنامج الأممية، ووضع برنامج وطني بحت أعلاه، وبين التضامن الاشتراكي للعمال والوطنية السياسية للدولة الوطنية . وبالتالي فإن الديمقراطيين الاشتراكيين يجدون أنفسهم في موقف يجري متحدا مع مواطنيهم البرجوازيين ضد العمال في البلدان الأجنبية . وطنيتهم قد هزمت اشتراكيتهم. العبيد أنفسهم الحكومة للألمانية، يتهمون الحكومة الفرنسية بالمستبدة . وكان الفرق الوحيد بين بسمارك ونابليون الثالث أن واحد كان نجاح والآخر فاشل كوغد، كان واحدا وغد، والآخر وغد ونصف .
فكرة الاشتراكيين الألمان للدولة الحرة هي تناقض في المصطلحاتوهي حلم غير قابل للتحقق. الاشتراكيه تنطوي على تدمير الدولة، وأولئك الذين يدعمون الدولة يجب التخلي عن اشتراكيتهم؛ أن يضحوا بالتحرر الاقتصادي للجماهير من أجل السلطة السياسية من طرف ببعض الامتيازات - وفي هذه الحالة ستكون ديموقراطية برجوازية .
برنامج الحزب الاشتراكي الديمقراطي يعني حقا أنهم الصدأ للديمقراطيين البرجوازيين لمساعدة العمال لتحقيق الثورة الاجتماعية، بعد أن ساعد العمال البرجوازية لتحقيق الثورة السياسية . يتم عرض الطريقة التي ابتلعت الأفكار البرجوازية من قائمة الأهداف المباشرة، والتي باستثناء الأخيرة، تشمل البرنامج المعروف للديموقراطية البرجوازية . في واقع الأمر أصبحت هذه الأهداف المباشرة أهدافهم الحقيقية، بحيث قد قدم الحزب الديمقراطي الاشتراكي ليصبح مجرد أداة في أيدي للديمقراطيين البرجوازيين
هل يريد ماركس نفسه بصدق عداء طبقة ضد طبقة، أن العداء الذي يعرض من المستحيل تماما أي مشاركة الجماهير في العمل السياسي للدولة؟ لهذا الإجراء، نظرت بعيدا عن البرجوازية، ليس عمليا: من الممكن فقط عندما يتطور بالتزامن مع بعض الأحزاب من تلك الطبقة وترك نفسها لتكون موجهة من قبل البرجوازية . ماركس لا يمكن أن يكون جاهلا بذلك، والى جانب ذلك، ما يجري إلى اليوم في جنيف، زيوريخ، بازل، وجميع أنحاء ألمانيا، يجب أن يفتح عينيه على هذه النقطة، إذا كان قد أغلق عليها، والتي، بصراحة، أنا لا أعتقد . فإنه من المستحيل بالنسبة لي أن أعتقد أنه تغير بعد قراءة خطاب ألقاه مؤخرا في أمستردام، قال فيها أنه في بعض البلدان، وربما في هولندا نفسها، يمكن حل المسألة الاجتماعية سلميا وقانونيا، دون استخدام القوة، بطريقة ودية ، والتي لا يمكن أن تعني أي شيء ولكن هذا : يمكن حلها من خلال سلسلة من الإنجازات الجديدة الهامة بنجاح، التنازلات السلمية والطوعية والحكيمة، بين البرجوازية والبروليتاريا. لم يقل أي شيء مازيني مختلف عن تلك
واتفق مازيني وماركس في هذه النقطة من أهمية العاصمة، أن الإصلاحات الاجتماعية العظيمة التي هي لتحرير البروليتاريا لا يمكن أن تتحقق إلا في دولة ديمقراطية، الحزب الجمهوري، قوي جدا ومركزي بقوة كبيرة، والتي لمناسبة رفاه و الناس، من أجل أن تكون قادرة على منحهم التعليم والرعاية الاجتماعية، يجب أن تفرض عليهم، عن طريق التصويت الخاصة بهم، حكومة قوية جدا
الحفاظ على أنه إذا الحزب الماركسي، و الذي يسمى الديمقراطي الاجتماعي، لا يزال لمتابعة مسار المطالب السياسية، وسوف يرى نفسه مضطر إلى إدانة، عاجلا أو آجلا، تلك المطالب الاقتصادية أثناء الإضراب، وذلك يتعارض وهذه الدوراتين في واقع الأمر
هو دائما نفس مزاجه الألماني ونفس المنطق الذي يقود الماركسيين مباشرة والقاتل لما نسميه الاشتراكية البرجوازية وإلى إبرام اتفاق سياسي جديد بين البرجوازية الذين هم الراديكاليين، أو الذين يضطرون أن يصبحوا (( أذكياء ))، محترمين، وهذا يعني، أقلية من البرجوازية حسب الأصول البروليتاريا في البلدة على حساب جماهير البروليتاريا، ليس فقط في القرى، ولكن أيضا في المدن .
هذا هو المعنى الحقيقي لترشيحات العمال في برلمانات الدول القائمة، وذلك للاستيلاء على السلطة السياسية من قبل الطبقة العاملة . لأنه حتى من وجهة نظر البروليتاريا فقط في البلدة التي لها خالص الربح هو المطلوب أن الاستيلاء على السلطة السياسية، هو أنه ليس من الواضح أن الطبيعة الشعبية لهذه السلطة لن تكون أي شيء آخر من مجرد رواية؟ سيكون واضحا أنه من المستحيل لبعض مئات الآلاف أو حتى عشرات الآلاف أو حتى لبضعة آلاف فقط من الناس ممارسة هذه السلطة على نحو فعال. أنها سوف تمارس بالضرورة من قبل وكيل، وهذا يعني، يعهد إلى مجموعة من الناس ينتخبهم أنفسهم للتمثيل والحكم، والتي سوف تسبب لهم دون أن تفشل مرة أخرى __ كل الأباطيل والعبودية الممثلة أو النظام البرجوازي . بعد فترة وجيزة من الحرية أو العربدة الثورية، مواطني الدولة الجديدة، سوف يصحون ليجدون أنفسهم عبيدا، لعبا وضحايا جديدة لسلطة الشمعدانات . يمكن للمرء أن يفهم لماذا وكيف ينبغي على السياسيين الأذكياء أن يربطوا أنفسهم مع شغف كبير بالبرنامج الذي يفتح مثل هذا الأفق الواسع أمام طموحهم . ولكن العمال الجديين، الذين يتحملون في قلوبهم كلهيب يعيشون مشاعر التضامن مع زملائهم في العبودية والمسكنة في العالم كله ، والذين يرغبون في تحرير أنفسهم لا على حساب الجميع ولكن للتحرر من كل شيء، في أن يحرروا أنفسهم مع الجميع وليس أن يصبحوا الطغاة في دورهم، وهؤلاء الكادحين الصادقين يمكن أن يصبحوا المغرمين بمثل هذا البرنامج، وهذا هو أكثر صعوبة للفهم من ذلك بكثير.
ولكن بعد ذلك، ولدي الثقة الراسخة بأن في غضون سنوات قليلة العمال الألمان أنفسهم، سيعترفون بالعواقب الوخيمة من الناحية النظرية والممكنة فقط لصالح طموح قادة البرجوازية أو حقا أن بعض العمال الاستثنائيين الذين يسعون لتسلق على أكتاف رفاقهم لكى تصبح لديهم الهيمنة واستغلال البرجوازية بدورها - لدي ثقة أن العمال الألمان سيرفضون هذه النظرية بازدراء وغضب، وأنهم سوف يبنون البرنامج الحقيقيلتحرر الطبقة العاملة، وذلك من تدمير الدول، بنفس القدر من العاطفة كما يفعل اليوم العمال من بلدان البحر الأبيض المتوسط الكبير، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، فضلا عن عمال الهولندا والبلجيكا
وفي الوقت نفسه نحن تعترف بالحق المثالي للعمال الألمان بالسير في الطريق الذي يبدو لهم أفضل، شريطة أن تسمح لنا نفس الحرية. نحن ندرك حتى أنه من الممكن جدا أن بكل تاريخهم، و طبيعتهم الخاصة، الدولة في حضارتهم ووضعهم كله اليوم، فإنهم يضطرون إلى السير في هذا الطريق. اسمحوا إذا للكادحين الأمريكان والإنجليز و الألمان محاولة كسب السلطة السياسية لأنهم يرغبون في القيام بذلك . الحرية للجميع، واحترام الطبيعية لتلك الحرية؛ هذه هي الشروط الأساسية للتضامن الأممي .
حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي الألماني الذي تأسس في عام 1869 من قبل يبكنخت وبيبلو تحت رعاية ماركسأعلن في برنامجه أن الاستيلاء على السلطة السياسية كان الشرط الأولي للتحرر الاقتصادي للبروليتاريا وبالتالي أنه الكائن الفوري الذي يجب أن يكون طرفا في تنظيم الانفعالات القانونية على نطاق واسع للفوز بالاقتراع العام وجميع حقوق سياسية أخرى؛ هدفها النهائي، إقامة ما يسمى دولة كبيرة شعبية لعموم ألمانيا .
بين هذا الاتجاه وذاك هناك التحالف [منظمة باكونين] الذي رفض كل عمل سياسي ليس لديه هدف على النحو الفوري والمباشر انتصار العمال على الرأسمالية، ونتيجة لذلك، إلغاء الدولة، هناك نفس الفرق، نفس الهاويةكما بين البروليتاريا والبرجوازية . التحالف، آخذا برنامج الأممية على محمل الجد، قد رفض بازدراء كل حل وسط مع السياسة البرجوازية، أيا كان القناع الراديكالي والاشتراكي الذي قد يفعله ، وتقديم المشورة للبروليتاريا باعتبارها السبيل الوحيد للتحرر الحقيقيكما السياسة الوحيدة المفيدة حقا بالنسبة لهم، والسياسة السلبية البحتة لهدم المؤسسات السياسية والسلطة السياسية، والحكومة بشكل عام، من الدولة، وكنتيجة ضرورية للمنظمة الأممية للقوات المنتشرة للبروليتاريا إلى السلطة الثورية الموجهة ضد كافة القوى التي أنشأتها البرجوازية
الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، تماما على العكس من ذلك، نصح أحد العمال بشكل مؤسف للاستماع إليهمإلى اعتماد، كهدف مباشر من انتماءاتهم، والإثارة القانونية للاستيلاء الأولي للحقوق السياسية . وبالتالي فإنهم يخضعون في حركة التحرر الاقتصادي لحركة في المقام الأول سياسية حصرا، وهذا انعكاس واضح للبرنامج الأممية بأكمله ، فقد ملؤوا في ضربة واحدة في الهاوية أنهم فتحوا بين البروليتاريا والبرجوازية . لقد فعلوا أكثر من ذلك، فإنهم ربطوا البروليتاريا في المجرور مع البرجوازية . لأنه من الواضح أن كل هذا الحراك السياسي عزز بذلك من قبل الاشتراكيين الألمان، منذ أنه ألزموا أن تسبق الثورة الاقتصادية، لا يمكن إلا أن تكون موجهة من قبل البرجوازية، أو ما سيكون الأسوأ، من قبل العمال تحولت البرجوازية عن طريق طموحهم وغرورهم، ويمر في واقع الأمر على رأس البروليتاريا، مثل كل سابقاتها، هذه الحركة لن تفشل مرة أخرى بإدانة البروليتاريا بأن تكون مجرد أداة عمياء ضحت حتما في صراع الأحزاب البرجوازية المختلفة فيما بينها من أجل لاستيلاء السلطة السياسية، وهذا يعني، في القوة والحق في السيطرة على الجماهير واستغلالها . لجهة ايا كانت الشكوك بذلك، يجب علينا فقط لاظهار ماذا يحدث في ألمانيا، حيث الأجهزة الديمقراطية الاشتراكية تغني تراتيل الفرح على رؤية المؤتمر (في إيزنباخ) من أساتذة الاقتصاد السياسي البرجوازي يوصي البروليتاريا في ألمانيا إلى المرتفع والآخذ بالحماية الأبوية للدول وفي أجزاء من سويسرا حيث يسود البرنامج الماركسي، في جنيف، زيوريخ، بازل، حيث تنحدر الأممية إلى درجة لم يعد معها أي شيء أكثر من نوع من الخانة الانتخابية للربح من البرجوازية الراديكالية . هذه الحقائق التي لا تقبل الجدل يبدو لي أن تكون أكثر بلاغة من أي كلام .
إلا أنها حقيقية ومنطقية بمعنى أنها هي نتيجة طبيعية لانتصار الدعاية الماركسية. وذلك هو السبب في أن نحارب النظريات الماركسية حتى الموت، على قناعة أنه أنها يمكن أن تنتصر في جميع أنحاء الأممية، فإنهم بالتأكيد لن يفشلوا بقتل ما لا يقل عن روحها في كل مكان، كما فعلت بالفعل في جزء كبير جدا في البلدان المذكورة فقط
العاطفة الغريزية للجماهير من أجل تحقيق المساواة الاقتصادية هي بالضخامة بحيث أنها يمكن أن نأمل في الحصول عليها من أيدي الاستبداد، فإنها بلا شك دون الكثير من التفكير بها لأنها غالبا ما تفعل ، وتسلم نفسها إلى الاستبداد. لحسن الحظ، كانت التجربة التاريخية لبعض الخدمات حتى مع الجماهير. اليوم، إلا أنها بدأت في كل مكان تفهم أنه لا يوجد لديها الاستبداد ولا يمكن أن يكون، إما الإرادة أو القدرة على منحهم المساواة الاقتصادية. برنامج الأممية جدا صريح بسعادة على هذا السؤال. التحرر من العربات التي يجرها الكادحين يكون بالعمل فقط من الكادحين أنفسهم
أليس من العجب أن ماركس قد يعتقد أنه من الممكن الكسب غير المشروع في هذا الإعلان حتى رغم ذلك لدقيقة، والتي ربما صاغ بنفسه، اشتراكيته العلمية؟ وهذا يعني، تنظيم و حكم للمجتمع الجديد من قبل علماء وأساتذة اشتراكيين - والأسوأ من ذلك كله حكومة استبدادية !
ولكن شكرا لهذا العظيم الحبيب "حثالة القوم" في عامة الناس، الذين سوف يعارضون أنفسهم، ويحثون _، من خلال غريزة لا تقهر وكذلك للتو، لجميع الاهواء السلطوية هذه الأقلية من الطبقة العاملة القليلة بالفعل المنضبطة والمنظمة _صحيح تصبح ميميدون _ الاستبداد الجديد، فإن الإشتراكية العلمية لماركس تبقى دائما كما حلم الماركسية. هذه التجربة الجديدة، الأكثر كآبة ربما من كل التجارب السابقة، لن يدخرها المجتمع، لأن البروليتاريا بشكل عام، وفي جميع البلدان هي المتحركة _ اليوم من قبل انعدام الثقة العميقة بكل ما هو سياسي ضد كل السياسيين في العالم، مهما كانت لون حزبهم، كل منهم قد خدع على قدم المساواة، المقهورينو استغلهم الأكثر حمرة الجمهوريين بقدر الملكيين الأكثر استبدادية