أنور نجم الدين
لقد تقلصت صادرات النفط السورية إلى حد بعيد في الربع الأول من
2012، حسب التقارير الرسمية السورية، فكمية الخام المُصَدَّر تراجعت إلى 7.5 آلاف
طن مقابل 13.5 ألف طن في الربع الأخير من العام الماضي.
أما إيرادات المشتقات النفطية والغاز، فزادت في الربع الأول من عام 2012 بالمقارنة مع العام الماضي. والأسوأ من ذلك هو خسائر قطاع النفط بمليارات دولار، بسبب العقوبات الأوروبية والأمريكية بالاضافة إلى عقبات التصدير والاستيراد وتفجير أنابيب النفط الخام (*).
وحسب وزير النفط السوري، قد يقل إنتاج النفط الخام، لذلك؛ فتستعد الحكومة السورية -حسب رئيس وزرائها- لضمان إمدادات المشتقات النفطية من روسيا مقابل تصدير النفط الخام من سوريا إلى روسيا (**).
أما تناول بحث التعاون السوري المصري الخاص بتزويد سوريا بالغاز المصري، حسب وزير النفط السوري. فكانت سوريا تستورد تقريبًا 2.5 مليون متر مكعب يوميًّا من الغاز المصري، وستصل إلى 6 ملايين متر مكعب يوميًا في عام 2013.
ولكن المسار الاقتصادي المتدهور في سوريا يشمل في الوقت نفسه قطاع الخدمات والكهرباء والصحة والسكة الحديدية والنقل والاتصالات وغيرها. وحسب وزير الصناعة، قد انخفض عدد منشآتها من 93 مؤسسة عام 2009 إلى 84 مؤسسة عام 2011، فـ 17% متوقفة في العمل (***).
وإزاء هذا الوضع، وتدابير الأمور من قبل الدولة لمجابهة الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها، والعقوبات الأوروبية والأمريكية التي لا تنتهي إلا بتدهور الحياة المعيشية للعمال والموظفين والفلاحين والكسَبَة والحرفيين، على القوى الثورية تنظيم نفسها لا بوصفها قوى عسكرية فحسب، بل بوصفها أيضًا قوى اجتماعية عملاقة، تستهدف من نضالاتها تسلُّم إدارة المجتمع. لذلك فيجب أن يشمل تنظيمها كافة الأصعدة الاجتماعية. فبينما تعاقب الحكومات الغربية الطبقات الفقيرة، وتساعد كل القوى الرجعية الحكومة السورية ابتداءً من روسيا ومرورًا بإيران وانتهاءً بمصر والقوى السياسية الأخرى، فعلى الجماهير الثورية تحديد الأهداف تحديدًا واضحًا. فعندما ترى البرجوازيةُ الديمقراطيةَ مثلَها الأعلى في الحرية والمدنية الأوروبية التي تعاقبنا عقابًا يشبه عقاب السماء لمجرمين الأرض، فعلى الطبقات المضطهَدة تطوير اتجاه حركتهم وعقاب أعدائهم بالمقابل من خلال السيطرة على مصادر النفط بدلا من تفجيرها، وإعادة تنظيم إدارتها، وتزويد المجتمع بهذه الموارد بدل تصديرها إلى خارج البلد. فلا يكفي الحزم والعزم، بل على الجماهير تنظيم المتاريس في ميدان القتال، وتنظيم الأمور الحياتية اليومية للناس في المناطق التي يستولون عليها. واليوم لا تحتاج الجماهير إيديولوجية الماركسية أو الأناركية أو القومية أو الدينية لاستخدامها منظارًا لتحديد المستقبل من خلالها، بل تنظيم الأعمال العسكرية، والأمور الادارية مثل أمور البلديات والجمعيات الاستهلاكية والصحية لمجابهة أي خطر يجابهه الجماهير.
وعلى الصعيد الأممي، فقد آن الأوان لمد العون والتضامن للثوار السوريين، فلنجعل من نضالاتهم محورًا للرابطة العظمى بين الشغيلة، وهناك آفاق كبيرة في نضالات السوريين ما دام الطابع الهجومي للانتفاضة مستمرة لحدٍّ الآن. وإن كل انتكاسة لهذه العزيمة الثورية ستنتهي دون شك بهزيمة أكبر بين قوى الشغيلة التي تستعد لهجوم أكبر لاحقًا.
نحو التضامن مع الثوار السوريين!
_____________________________________________________________________________
المصادر:
(*) المركز الاعلام السوري
(**) وكالات
(***) وزارة الاعلام السورية
_____________________________________________________________________________
انظر أيضًا آراءنا بخصوص الموضوع نفسه في (سوريا: من الصمود صوب الأهداف) في الرابط الآتي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=330325
أما إيرادات المشتقات النفطية والغاز، فزادت في الربع الأول من عام 2012 بالمقارنة مع العام الماضي. والأسوأ من ذلك هو خسائر قطاع النفط بمليارات دولار، بسبب العقوبات الأوروبية والأمريكية بالاضافة إلى عقبات التصدير والاستيراد وتفجير أنابيب النفط الخام (*).
وحسب وزير النفط السوري، قد يقل إنتاج النفط الخام، لذلك؛ فتستعد الحكومة السورية -حسب رئيس وزرائها- لضمان إمدادات المشتقات النفطية من روسيا مقابل تصدير النفط الخام من سوريا إلى روسيا (**).
أما تناول بحث التعاون السوري المصري الخاص بتزويد سوريا بالغاز المصري، حسب وزير النفط السوري. فكانت سوريا تستورد تقريبًا 2.5 مليون متر مكعب يوميًّا من الغاز المصري، وستصل إلى 6 ملايين متر مكعب يوميًا في عام 2013.
ولكن المسار الاقتصادي المتدهور في سوريا يشمل في الوقت نفسه قطاع الخدمات والكهرباء والصحة والسكة الحديدية والنقل والاتصالات وغيرها. وحسب وزير الصناعة، قد انخفض عدد منشآتها من 93 مؤسسة عام 2009 إلى 84 مؤسسة عام 2011، فـ 17% متوقفة في العمل (***).
وإزاء هذا الوضع، وتدابير الأمور من قبل الدولة لمجابهة الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها، والعقوبات الأوروبية والأمريكية التي لا تنتهي إلا بتدهور الحياة المعيشية للعمال والموظفين والفلاحين والكسَبَة والحرفيين، على القوى الثورية تنظيم نفسها لا بوصفها قوى عسكرية فحسب، بل بوصفها أيضًا قوى اجتماعية عملاقة، تستهدف من نضالاتها تسلُّم إدارة المجتمع. لذلك فيجب أن يشمل تنظيمها كافة الأصعدة الاجتماعية. فبينما تعاقب الحكومات الغربية الطبقات الفقيرة، وتساعد كل القوى الرجعية الحكومة السورية ابتداءً من روسيا ومرورًا بإيران وانتهاءً بمصر والقوى السياسية الأخرى، فعلى الجماهير الثورية تحديد الأهداف تحديدًا واضحًا. فعندما ترى البرجوازيةُ الديمقراطيةَ مثلَها الأعلى في الحرية والمدنية الأوروبية التي تعاقبنا عقابًا يشبه عقاب السماء لمجرمين الأرض، فعلى الطبقات المضطهَدة تطوير اتجاه حركتهم وعقاب أعدائهم بالمقابل من خلال السيطرة على مصادر النفط بدلا من تفجيرها، وإعادة تنظيم إدارتها، وتزويد المجتمع بهذه الموارد بدل تصديرها إلى خارج البلد. فلا يكفي الحزم والعزم، بل على الجماهير تنظيم المتاريس في ميدان القتال، وتنظيم الأمور الحياتية اليومية للناس في المناطق التي يستولون عليها. واليوم لا تحتاج الجماهير إيديولوجية الماركسية أو الأناركية أو القومية أو الدينية لاستخدامها منظارًا لتحديد المستقبل من خلالها، بل تنظيم الأعمال العسكرية، والأمور الادارية مثل أمور البلديات والجمعيات الاستهلاكية والصحية لمجابهة أي خطر يجابهه الجماهير.
وعلى الصعيد الأممي، فقد آن الأوان لمد العون والتضامن للثوار السوريين، فلنجعل من نضالاتهم محورًا للرابطة العظمى بين الشغيلة، وهناك آفاق كبيرة في نضالات السوريين ما دام الطابع الهجومي للانتفاضة مستمرة لحدٍّ الآن. وإن كل انتكاسة لهذه العزيمة الثورية ستنتهي دون شك بهزيمة أكبر بين قوى الشغيلة التي تستعد لهجوم أكبر لاحقًا.
نحو التضامن مع الثوار السوريين!
_____________________________________________________________________________
المصادر:
(*) المركز الاعلام السوري
(**) وكالات
(***) وزارة الاعلام السورية
_____________________________________________________________________________
انظر أيضًا آراءنا بخصوص الموضوع نفسه في (سوريا: من الصمود صوب الأهداف) في الرابط الآتي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=330325
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق