أنور نجم الدين
رغم كل الصمود والثبات والصلابة والبطولات الاسطورية في المعارك
الدموية بين الثوار والسلطة السياسية، فلا يمكن أن يتقدم الوضع في سوريا لصالح
الطبقة المسحوقة، دون تقدم الانتفاضات في الشرق. وإن أولئك الذين يتمسكون بالسلطة
سيعرقلون مجرى التطور بواسطة عنفهم الطبقي الرجعي مهما كان الأمر. لذلك؛ فما
يقتضيه تطور الحركة هو انتعاشها في الخارج، وانتقالها إلى تنظيم المناطق التي
يستولي الثوار عليها في الداخل خطوة فخطوة.
إن كل من لديه المصلحة في الحفاظ على الأوضاع الاجتماعية القائمة، سواءً في المنطقة أو في العالم، سيقف دون شك بجانب السلطة السورية ويشارك بالعنف أو المساعدات المادية أو المعنوية، في إعاقة تطور الحركة الحالية. فالقضية أصبحت علنًا قضية طبقتي المجتمع في الشرق مثل العالم أجمع. لذلك؛ فالاستقطاب يجب أن يكون من وجهة نظر المصالح المختلفة في المجتمع ومستقبل انتفاضة الشغيلة، وإلا سيتراجع الثوار عند سقوط نظام الأسد بعد كل التضحيات بحياة الأبطال، وستتفسخ مع هذا السقوط معنوية طبقة الشغيلة بعدما لا تكتسب سوى ما اكتسبته لحد اليوم في تونس ومصر وليبيا، وسيتأخر الأخذ بزمام الأمور إلى الجولة اللاحقة في حلبة المصارعة التاريخية بين الأسياد والمسود. ومن الضروري أن لا ينسى أبطال سوريا دروس البلدان الأخرى، فإن عدم إدراك الأهداف النهائية، سيجعل من الأبطال أنفسهم قوى احتياطية للثورة المضادة في المستقبل القريب. وإذا لن يتوصل الثوار من خلال تجاربهم الخاصة ودروس رفاقهم في الشرق، إلى اتخاذ إجراءات عملية في مجرى تطور انتفاضتهم، فسينتهي لا محالة تراجعهم بشق حركتهم وقبول أسوأ ظروف المعيشة والفقر والبطالة ما بعد هزيمتهم أو ما يُسمى بانتصارهم في تغيير الشكل السياسي للدولة ومجابهة أزمة اقتصادية خانقة في ظل الأحزاب التي تتسلط لاحقًا بصورة جماعية. فعلى الثوار إدراك عملهم، وشروط تقدم حركتهم وطبيعتها ثم بعد ذلك هدفهم النهائي. واليوم بمستطاع الأبطال السوريين أن يشعلوا من جديد نيران الانتفاضة في الشرق كافةً من خلال خطوات جديدة واتخاذ إجراءات ثورية ابتداءً من مركزة القوى، وجر كل قرية وكل مدينة إلى حلبة الصراع من خلال تنظيم الإدارات الذاتية المحلية الحرة في كل منطقة يستولي الثوار عليها، وإذا لم يدعوا أنفسهم المتضللين بالوعود الكاذبة للبرجوازية الديمقراطية التي لم تكتسب مصر من خلالها شيئًا جديدًا، وإذا قاموا بكل السبل ورباطة الجأش، بإبطال برامج كل الأحزاب الذين يريدون استغلال النصر لصالحهم، وتسليح كل قرية، وإنشاء المجالس المحلية المنتخبة فيها، وأن يضع الثوار أنفسهم تحت تصرف هذه المجالس وبوصفها ممثلًا للمجتمع المنتخبة بدل الأحزاب، فتتقدم الحركة بسرعة فائقة صوب الهدف. فما أن تتوطد الحكومة اللاحقة حتى تبدأ من جديد بالكفاح ضد طبقة الشغيلة وإجبارها بالعمل والتجنيد لصالح أسياد المجتمع المقبلة واستخدامها في الحروب القومية للحفاظ على سيادتها.
وهكذا، فإذا انتصر رفاقنا السوريون في الاستيلاء على مصادر النفط وإقامة إدارة جديدة فيها من قبل العمال أنفسهم ومنع التصدير إلى أي بلد كان وعلى الأخص روسيا التي تدعم بكل السبل نظام الأسد، ثم الاستيلاء على الزراعة وإنشاء التعاونيات الاستهلاكية للتوزيع قبل فوات الأوان، فستعجل الحركة سقوط النظام السياسي في سوريا، وستدفع بالضرورة حركة الشغيلة في كل مدينة وكل قرية في الشرق وستخلف بدورها أيضًا أثرًا كبيرًا على حركة الشغيلة في العالم أجمع وعلى تعميق الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الرأسمالية العالمية وعلى الأخص في البلدان الصناعية المتطورة. فإذا لم يخدعوا الثوار بالوعود الكاذبة للديمقراطيين الذين يعدون بالانتخابات الحرة، ولكن مع الازدياد في الفقر والبطالة وأزمة السكن وارتفاع جدار السجون، يعدون بحرية الأحزاب السياسية، ولكن مع حرية الفساد، فبمستطاعهم دفع الحركة من جديد وباتجاه جديد في المنطقة والعالم كله. فحسب التجارب التاريخية، ليس الهدف سيطرة الأحزاب على السلطة والثروات الوطنية واستخدامها لصالح الأحزاب البيروقراطية والطفيلية بشكل ديمقراطي، بل تطوير الحركة ودفعها نحو الهدف النهائي، فانظروا إلى جواركم، العراق بكردستانه، فسترون بأن الأحزاب السياسية - بقيادة المالكي أو جلال الطالباني أو مسعود البارزاني - قاموا بتحقيق أحط غاياتهم، وبنهب كل الموارد الوطنية لصالح أحزابهم وقياداته المتفسخة في ظل الديمقراطية، بل جعلوا من العراق بكردستانه مركزًا للفساد، وجعلوا من قادة الأحزاب كبار الرأسماليين في الشرق، ويحاولون في نفس الوقت خلق النزاع بين طبقة الشغيلة بحجة المصالح القومية المختلفة. وهذا سيكون مصير تونس ومصر وليبيا إذا تأخرت الموجة الثورية اللاحقة بسبب ما. فالمعارك المقبلة الحاسمة تتوقف جزئيًا على التكتيك الثوري الذي يتبعه أبطالنا السوريون في الخطوات الهجومية القادمة، ثم إغناء الحركة في الشرق بتجاربهم الجديدة.
فلتتقدم الانتفاضة السورية إلى الأمام!
إن كل من لديه المصلحة في الحفاظ على الأوضاع الاجتماعية القائمة، سواءً في المنطقة أو في العالم، سيقف دون شك بجانب السلطة السورية ويشارك بالعنف أو المساعدات المادية أو المعنوية، في إعاقة تطور الحركة الحالية. فالقضية أصبحت علنًا قضية طبقتي المجتمع في الشرق مثل العالم أجمع. لذلك؛ فالاستقطاب يجب أن يكون من وجهة نظر المصالح المختلفة في المجتمع ومستقبل انتفاضة الشغيلة، وإلا سيتراجع الثوار عند سقوط نظام الأسد بعد كل التضحيات بحياة الأبطال، وستتفسخ مع هذا السقوط معنوية طبقة الشغيلة بعدما لا تكتسب سوى ما اكتسبته لحد اليوم في تونس ومصر وليبيا، وسيتأخر الأخذ بزمام الأمور إلى الجولة اللاحقة في حلبة المصارعة التاريخية بين الأسياد والمسود. ومن الضروري أن لا ينسى أبطال سوريا دروس البلدان الأخرى، فإن عدم إدراك الأهداف النهائية، سيجعل من الأبطال أنفسهم قوى احتياطية للثورة المضادة في المستقبل القريب. وإذا لن يتوصل الثوار من خلال تجاربهم الخاصة ودروس رفاقهم في الشرق، إلى اتخاذ إجراءات عملية في مجرى تطور انتفاضتهم، فسينتهي لا محالة تراجعهم بشق حركتهم وقبول أسوأ ظروف المعيشة والفقر والبطالة ما بعد هزيمتهم أو ما يُسمى بانتصارهم في تغيير الشكل السياسي للدولة ومجابهة أزمة اقتصادية خانقة في ظل الأحزاب التي تتسلط لاحقًا بصورة جماعية. فعلى الثوار إدراك عملهم، وشروط تقدم حركتهم وطبيعتها ثم بعد ذلك هدفهم النهائي. واليوم بمستطاع الأبطال السوريين أن يشعلوا من جديد نيران الانتفاضة في الشرق كافةً من خلال خطوات جديدة واتخاذ إجراءات ثورية ابتداءً من مركزة القوى، وجر كل قرية وكل مدينة إلى حلبة الصراع من خلال تنظيم الإدارات الذاتية المحلية الحرة في كل منطقة يستولي الثوار عليها، وإذا لم يدعوا أنفسهم المتضللين بالوعود الكاذبة للبرجوازية الديمقراطية التي لم تكتسب مصر من خلالها شيئًا جديدًا، وإذا قاموا بكل السبل ورباطة الجأش، بإبطال برامج كل الأحزاب الذين يريدون استغلال النصر لصالحهم، وتسليح كل قرية، وإنشاء المجالس المحلية المنتخبة فيها، وأن يضع الثوار أنفسهم تحت تصرف هذه المجالس وبوصفها ممثلًا للمجتمع المنتخبة بدل الأحزاب، فتتقدم الحركة بسرعة فائقة صوب الهدف. فما أن تتوطد الحكومة اللاحقة حتى تبدأ من جديد بالكفاح ضد طبقة الشغيلة وإجبارها بالعمل والتجنيد لصالح أسياد المجتمع المقبلة واستخدامها في الحروب القومية للحفاظ على سيادتها.
وهكذا، فإذا انتصر رفاقنا السوريون في الاستيلاء على مصادر النفط وإقامة إدارة جديدة فيها من قبل العمال أنفسهم ومنع التصدير إلى أي بلد كان وعلى الأخص روسيا التي تدعم بكل السبل نظام الأسد، ثم الاستيلاء على الزراعة وإنشاء التعاونيات الاستهلاكية للتوزيع قبل فوات الأوان، فستعجل الحركة سقوط النظام السياسي في سوريا، وستدفع بالضرورة حركة الشغيلة في كل مدينة وكل قرية في الشرق وستخلف بدورها أيضًا أثرًا كبيرًا على حركة الشغيلة في العالم أجمع وعلى تعميق الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الرأسمالية العالمية وعلى الأخص في البلدان الصناعية المتطورة. فإذا لم يخدعوا الثوار بالوعود الكاذبة للديمقراطيين الذين يعدون بالانتخابات الحرة، ولكن مع الازدياد في الفقر والبطالة وأزمة السكن وارتفاع جدار السجون، يعدون بحرية الأحزاب السياسية، ولكن مع حرية الفساد، فبمستطاعهم دفع الحركة من جديد وباتجاه جديد في المنطقة والعالم كله. فحسب التجارب التاريخية، ليس الهدف سيطرة الأحزاب على السلطة والثروات الوطنية واستخدامها لصالح الأحزاب البيروقراطية والطفيلية بشكل ديمقراطي، بل تطوير الحركة ودفعها نحو الهدف النهائي، فانظروا إلى جواركم، العراق بكردستانه، فسترون بأن الأحزاب السياسية - بقيادة المالكي أو جلال الطالباني أو مسعود البارزاني - قاموا بتحقيق أحط غاياتهم، وبنهب كل الموارد الوطنية لصالح أحزابهم وقياداته المتفسخة في ظل الديمقراطية، بل جعلوا من العراق بكردستانه مركزًا للفساد، وجعلوا من قادة الأحزاب كبار الرأسماليين في الشرق، ويحاولون في نفس الوقت خلق النزاع بين طبقة الشغيلة بحجة المصالح القومية المختلفة. وهذا سيكون مصير تونس ومصر وليبيا إذا تأخرت الموجة الثورية اللاحقة بسبب ما. فالمعارك المقبلة الحاسمة تتوقف جزئيًا على التكتيك الثوري الذي يتبعه أبطالنا السوريون في الخطوات الهجومية القادمة، ثم إغناء الحركة في الشرق بتجاربهم الجديدة.
فلتتقدم الانتفاضة السورية إلى الأمام!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق