..لقد اسست الأممية بغية الأستعاضة عن الشيع الأشتراكية
ونصف الأشتراكية بمنظمة حقيقية للطبقة العاملة من اجل النضال . وان النظام الداخلي
الأولي والبيان التاسيسي يشيران فوراً الى هذا . ومن جهة اخرى ، ما كان في وسع الأممية
ان تترسخ ، لو لم يكن مجرى التاريخ قد حطم التشيع . ان تطور التشيع الأشتراكي وتطور
الحركة العمالية الحقيقية هما مناقضان دائما ًاحدهما للآخر . وليس للشيع مبرر (تاريخي
) ألا طالما لم تنضج الطبقة العاملة لأجل التحرك التاريخي المستقل . وما ان تبلغ حد
النضج هذا حتى تمسي جميع الشيع رجعية من حيث جوهر الأمر . وفضلا عن ذلك ، تكرر في تاريخ
الأممية نفس ما يتكشف دائماً في التاريخ .فأن ما شاخ يحاول ان يتجدد ويترسخ في اطار
الأشكال المنبثقة حديثاً .
ان تاريج الأممية كان ايضاً
عبارة عن نضال مستمر خاضه المجلس العام ضد الشيع وضد محاولات الهواية المبتذلة التي
سعت الى التوطد داخل الأممية ذاتها خلافاً للحركة الحقيقية للطبقة العاملة . وقد جرى
هذا النضال في المؤتمرات ، كما جرى بمقدار اكبر عن طريق المفاوضات غير العلنية بين
المجلس العام ومختلف الفروع .
من ماركس الى فريدريك بولته
في نيويورك
لندن،23 تشرين الثاني(نوفمبر)1871
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق