واين برايس
مقدمة المترجم
السطور التالية ليست موجهة لشيوعيين منظمين في أحزاب قائمة ( ستالينية غالبا ) و لا حتى لمن يعتبر نفسه يساريا أو ثوريا محترفا , إنها موجهة أساسا لكل من يناضل و يحلم بتغيير الواقع الذي يعيشه , إنها تحاول أن تشرح له باختصار ما ليس باشتراكية أو ما هو الشكل المزيف الذي وجد في الأمس من الاشتراكية و الذي لم يحقق انعتاق العمال بل خلق استغلال و تهميشا جديدا لهم , لكي يكون قادرا بشكل أفضل على تصور البديل الثوري الحقيقي عن الواقع الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي القائم و النضال في سبيله .
مازن كم الماز
القسم الثاني
الطبقة الحاكمة البيروقراطية ضد التسيير الذاتي الديمقراطي
يستعرض هذا القسم النظريات التي تقول أن المجتمعات التي تحكمها الأحزاب الشيوعية ليست اشتراكية و لا رأسمالية بل نوع جديد من المجتمعات الطبقية . هذه النظريات محقة في الاعتقاد بأن البيروقراطية الجماعية هي طبقة حاكمة جديدة لكنها أخطأت في إنكار أن هذه المجتمعات هي نوع من الرأسمالية . لقد طرحت أسئلة عن طبيعة الفاشية . نظريات كهذه أظهرت الحاجة إلى ديمقراطية تشاركية و الإدارة الذاتية للعمال .
باكونين و ماركس
إذا كان من الممكن تسمية أيا كان بمؤسس الحركة اللا سلطوية ( التحررية ) العالمية , فإن هذا الشخص هو ميخائيل باكونين . بينما اتفق باكونين مع الكثير من تحليل ماركس , فإنه انتقد برنامجه , لأن باكونين خشي من أنه سيؤدي إلى ظهور طبقة حاكمة جديدة . ستخلق هذه الطبقة من العمال الأفضل حالا و من مثقفي الطبقة الوسطى . الذين سيدعون تمثيل العمال و المضطهدين , لكنهم سيصبحون في الحقيقة حكاما جددا .
لقد حذر من أن “… الطبقة العليا , أرستقراطية العمال … هذه الطبقة البرجوازية جزئيا من العمال سوف تشكل , إذا شق الماركسيون طريقهم , ستشكل طبقتهم الحاكمة الرابعة …. العمال السابقون , الذين ما أن يصبحوا حكاما لممثلي الشعب , سيتوقفوا عن أن يكونوا عمالا و سينظروا إلى الجماهير العاملة العادية من ذرى ( أبراج ) حكم الدولة” ( باكونين , 1980 , ص 294 – 333 ) . مشيرا إلى إعلان ماركس “للاشتراكية العلمية” , عارض باكونين أيضا هيمنة المثقفين ذوي العقول العلمية , “إن حكم المجتمع الجديد من قبل العلماء الاشتراكيين – هو الأسوأ من بين كل الحكومات الاستبدادية” . ( المصدر السابق , ص 295 ) .
اعترف الماركسي ديفيد فيرنباخ أن باكونين كان معه بعض الحق . “إن تحذير باكونين من المخاطر الكامنة في استيلاء البروليتاريا على السلطة السياسية طرح أسئلة لم يحلها ماركس بشكل مرضي … إن باكونين , برغم كل أخطائه , كان واع مسبقا بالثورة … التي توجد فيها مشكلة حقيقية للبيروقراطية في المرحلة ما بعد الثورة …” ( فيرنباخ , 1974, ص 51 – 52 ) .
لم يتنبأ ماركس بمخاطر ظهور طبقة حاكمة جديدة , بيروقراطية . لكن على العكس من منظري “الباركون” ( ألبرت , 2006 ) , فإنه قد تنبأ بزيادة الطبقات البيروقراطية الوسطى في ظل الرأسمالية . لقد توقع تراجع الحرفيين ( المهنيين ) المستقلين و أصحاب الأعمال الصغيرة , لكنه تنبأ بزيادة كبرى في موظفي المستوى المتوسط في أعمال رأس المال و الدولة . كان هذا جزء من نبوءته بزيادة تركيز و مركزة رأس المال , و هو جانب مهم من نظريته . ( لقد تنبأ بالرأسمالية الاحتكارية جزئيا للحقبة المعاصرة الإمبريالية المعولمة ) . هؤلاء الموظفين , كما أعلن , سيدمجون أعمالا مفيدة مثل العملين العلمي و التقني , إضافة إلى العمل الضروري للتنسيق , مع الهيمنة القسرية التي يتطلبها الاستغلال الرأسمالي .
قال البيان الشيوعي لماركس و أنجلز عن العمال , “أنهم كجنود أفراد في الجيش الصناعي , قد وضعوا تحت إمرة تراتبية هرمية كاملة من الضباط و الرقباء” ( ماركس , 1974 , ص 74 ) . في رأس المال لاحظ ماركس أن الرأسمالي الصناعي , ” … يمكنه بسهولة أن ينقل هذا العبء ( عبء الإدارة ) إلى أكتاف مراقب العمال …. الشركات الرأسمالية عموما … لديها التوجه ( الميل ) لتفصل عمل الإدارة هذا كوظيفة أكثر فأكثر عن ملكية رأس المال …. ” ( المجلد 3 , مقتبس من شاختمان , 1962 , ص 49 ) . على امتداد كتاباته , هناك إشارات إلى حاجة الرأسماليين إلى مدراء , مراقبين , و مهنيين بأجر لإدارة معاملهم , و ليبقوا العمال منضبطين , وليتعاملوا مع بقية الجوانب المختلفة من العمل . ( انظر “النظرية المزعومة عن اختفاء الطبقات الوسطى” في درابر , 1978 , ص 613 – 627 ) . سياسيا غالبا ما كتب ماركس و أنجلز عن صعود الدولة المستقلة جزئيا , خاصة الفرع التنفيذي , مع جماعاتها من الموظفين ( و سميا هذا “بالبونابرتية” ) .
نظرية الجماعية البيروقراطية
في ثلاثينيات القرن العشرين , تطورت عدد من النظريات عن الاتحاد السوفيتي الستاليني كمجتمع طبقي جديد . لقد طورها في معظم الأحيان تروتسكيون منشقون . رفضوا فكرة تروتسكي عن الاتحاد السوفيتي على أنه ما يزال “دولة عمالية” , حتى لو أنه تعرض للانحطاط بشكل كبير جدا , بافتراض أنه كان ما يزال يحتفظ باقتصاد مؤمم . كان أكثرها أهمية نظرية “الجماعية البيروقراطية” كما طورها ماكس شاختمان و المجموعة التي حوله , مثل جوزيف كارتر و هال داربر ( “الشاختمانيون” ) .
كتب شاختمان : ” عندما لا تكون البرجوازية قادرة على الحفاظ على ( أو في حالة روسيا , استعادة ) نظامها الاجتماعي , و البروليتاريا غير قادرة بعد أن تبدأ نظامها , يملأ الفراغ الاجتماعي من قبل طبقة حاكمة جديدة تدفن الرأسمالية المحتضرة و تسحق الاشتراكية التي لم تولد بعد في المهد . الطبقة الحاكمة الجديدة هي البيروقراطية الستالينية . نظامها الاجتماعي , المعادي لكل من الرأسمالية و الاشتراكية , هو الجماعية البيروقراطية أو التوليتارية . لقد جرى القضاء على البرجوازية و اختزلت الطبقات العاملة إلى عبيد الدولة” ( 1962 , ص 29 ) .
هذا النظام الجديد ليس رأسماليا , كما يقول , لأنه لا توجد فيه برجوازية , أي لا توجد طبقة تملك الأسهم و الصكوك , لا توجد فيه أيضا سوق داخلية و لا سوق للعمل . لقد كره الرأسماليون الاتحاد السوفيتي و رأوا فيه عن حق عدو طبقتهم . ( سيجري تفنيد هذه الحجج في الجزء الثالث , عن نظرية رأسمالية الدولة ) . لكنه يوافق على أن “الستالينية” , كمجتمع طبقي استغلالي , كان أقرب إلى الرأسمالية منه إلى الاشتراكية . و هي تواجه “خطر” ثورة عمالية , وقفت الأحزاب الشيوعية دوما إلى جانب الرأسماليين ضد العمال . هذا هو الذي فعلوه في أوروبا الغربية ( و ظهرت ثورات و انتفاضات عمالية أيضا في أوروبا الشرقية , ثورة هنغاريا 1956 و برلين الشرقية 1953 و بولندا 1956 و 1970 و 1980 و أيضا في تشيكوسلوفاكيا 1968 – المترجم ) .
لم يكن النظام اشتراكيا , و لا يتجه نحو الاشتراكية , و لا “دولة عمالية” أيضا . قال شاختمان , صحيح أن الدولة امتلكت الاقتصاد , لكن من الذي “يملك” الدولة ؟ أي , أية طبقة تسيطر على الدولة و بالتالي تملك حق استخدام و الاستفادة من اقتصادها ؟ بتعابير “أشكال الملكية” ( الشرعية ) , كان كل فرد متساو لأنه لا أحد يملك وسائل الإنتاج . لكن بتعابير “علاقات الملكية” ( الواقعية ) ارتبطت الأقسام الاجتماعية المختلفة بشكل مختلف بالدولة , بالصناعة , و مع بعضها البعض . أحد هذه المجموعات , و هي البيروقراطية , حكمت بينما أطاع الآخرون . حصلت أحد هذه المجموعات ( البيروقراطية ) على معظم فوائد الاقتصاد بينما كان الآخرون يتعرضون للاستغلال . عاش كبار الموظفين أفضل بشكل كبير جدا من العمال و الفلاحين الفقراء في الأسفل . صحيح أن الحكام لم يكن بمقدورهم أن ينقلوا ( يعطوا ) الملكية لأولادهم , لكن أولادهم “ورثوا” مراكز في السلك الوظيفي من خلال التعليم , التدريب , و العلاقات العائلية .
أعلن شاختمان و رفاقه أن البروليتاريا لا يمكنها أن تحكم بشكل غير مباشر , من خلال مجموعة اجتماعية أخرى . كما شرحت سابقا , فإن البرجوازية قد أثرت ( اغتنت ) من خلال السوق , من خلال حيازتها للملكية . هذا يستمر سواء أكانت الدولة ديمقراطية برجوازية , ملكية , ديكتاتورية عسكرية أو فاشية . لكن الطبقة العاملة المعاصرة هي بلا ملكية , لا تملك أسهما , و لا عبيدا , و لا قطعا من الأرض . إنها إما تحكم بشكل جماعي , و ديمقراطي , أو أن لا تحكم على الإطلاق . بينما كانت أشكال الملكية الجماعية ( التأميم , بالنسبة لشاختمان ) ضرورية للاشتراكية , لكنها غير كافية بحد ذاتها . للتقدم نحو الاشتراكية , من الضروري للعمال و المضطهدين أن يقوموا بثورة , أن يحطموا الدولة , يستولوا على السلطة , و ( أريد أن أضيف ) أن يقيموا مجتمعا ذاتي الإدارة ( برايس , 2006 ) .
حتى آخر أيامه , كان تروتسكي يؤمن أن بيروقراطية الاتحاد السوفيتي كانت مؤقتة ( عابرة ) جدا و هشة . ما لم تطح بها ثورة عمالية , فإنه توقع أنها ستعيد الرأسمالية ( الخاصة ) عاجلا . كان واثقا أن هذا كان سيحدث مع نهاية الحرب العالمية الثانية , على أبعد تقدير . قال شاختمان أن تروتسكي لم يفهم أبدا طبيعة البيروقراطية الجماعية . إنها لا ترغب بأن تتخلى عن حكمها لبرجوازية ما . إنها قادرة إلى حد كبير على تقوية سلطتها و زيادة ثروتها من خلال توسيع الصناعة المؤممة .
على عكس توقعات تروتسكي , قاد ستالين البيروقراطية في عام 1929 في حرب ضد الفلاحين , فارضا التعاونيات الجماعية على الملايين . لقد تخلى عن برنامج السوق الحرة للنيب لصالح حملة هائلة من الدولة بهدف التصنيع , بما في ذلك معسكرات العمل العبودي . بعد الحرب العالمية الثانية , وسع ستالين النظام الشمولي الدولتي إلى ثلث أوروبا . استمر نظام الاقتصاد المؤمم حوالي 60 عاما . أخيرا تحطم , و قامت البيروقراطية بتحويل النظام إلى رأسمالية تقليدية . هذا يقود إلى نقد نظرية شاختمان عن البيروقراطية الجماعية ( هو لم يتوقع هذا أن يحدث ) لكنه لا يدعم بالمقابل توقعات تروتسكي .
هل كانت الفاشية مجتمعا طبقيا جديدا ؟
يعتقد بعض المفكرين أن البيروقراطية الجماعية قد وجدت ليس فقط في الاتحاد السوفيتي بل أيضا في ألمانيا النازية و حتى ربما ( بشكل أولي ) في الصفقة الجديدة New Deal في الولايات المتحدة الأمريكية . كان هذا ما اقترحه دوايت ماكدونالد , العضو في حزب شاختمان و الذي أصبح لا سلطويا ( تحرريا ) في نهاية المطاف . بالنسبة لشاختمان , فإن هذا يتجاهل فرقا أساسيا بين الاقتصاد المؤمم الجماعي لروسيا الستالينية و كل المجتمعات التي تحافظ على الملكية الرأسمالية الخاصة . لقد قامت هذه النظرية على مقارنة ألمانيا النازية مع صورة ( صوفية أو غامضة غالبا ) من رأسمالية السوق الحرة الديمقراطية عوضا عن التحليل الطبقي لما كان يحدث فعلا تحت ظل الفاشية . ( الفاشيون أيضا استخدموا رطانة ( لغة بلاغية ) معادية للرأسمالية عندما نظموا حملتهم في سبيل السلطة – فالنازية هي اختصار للاشتراكية القومية , و الفاشية الإيطالية أيضا زعمت أنها تنادي “بالتشاركية” , لكن يجب ألا يؤخذ هذا جديا ( على محمل الجد ) كبرنامج عملي لأي كان – كما عرف بذلك الرأسماليون الإيطاليون و الألمان عندما دعموا فاشييهم ) .
“دعيت .. الفاشية .. إلى السلطة عن قصد من البرجوازية الكبيرة لكي تحافظ على نظامها الاجتماعي , نظام الملكية الخاصة …. بقي نظام الملكية الخاصة للملكية المستخدمة اجتماعيا سليما في الأساس . بعد أن بقيت في السلطة لمدة 18 عاما في إيطاليا , و في ألمانيا لما يقارب ثمانية سنوات , ما زالت الفاشية لم تؤمم الملكية , عدا عن تجريد ( مصادرة ) ملكية البرجوازية … إنها تسيطر , تقيد , تنهب – لكنها مع كل ذلك تحافظ , و حتى تقوي , نظام الربح الرأسمالي , و تترك البرجوازية سليمة كطبقة مالكة للملكية . إنها تضمن أرباح الطبقة المالكة …” ( شاختمان , 1962 , ص 53 – 54 ) .
بالطبع فقد دفعت البرجوازية الألمانية الثمن عندما اشترت عصابات هتلر , معطية إياهم رشاوى و مقاعد في مجالس المدراء . دفع الأغنياء الضرائب ليحافظوا على الدولة البوليسية ( لكي تخضع العمال بهدف تحصيل أرباح أكبر للشركات الكبرى ) . جاء الإثبات بعد الحرب العالمية الثانية . عندما أزيلت البيروقراطية النازية , بدت الرأسمالية الألمانية على قيد الحياة و سليمة و مستعدة للاستمرار في القيام بالعمل .
دور الطبقات الوسطى
أصبحت الماركسية – اللينينية ( الستالينية ) حركة عالمية . في عدد من البلدان وصل قادتها إلى السلطة و أقاموا أشكالا تحاكي ( تقلد ) الاتحاد السوفيتي : أوروبا الشرقية , الصين , كوريا الشمالية , الهند الصينية , كوبا . كتب شاختمان , “إن عناصر الطبقة الحاكمة الجديدة تتشكل تحت الرأسمالية . إنها جزء من ذلك الخليط الاجتماعي الهائل الذي نعرفه بالطبقات الوسطى … المثقفون , المهرة , نصف المهرة , و غير المهرة , الأفراد من مهن ليبرالية , الموظفون و المهنيون من كل الأنواع , بما في ذلك أولئك من الجهاز الحكومي المتورم لكن الفقير , و قبل أي شيء آخر , العمال البيروقراطيون …” ( 1962 , ص 29 – 30 ) .
تحت ظروف مناسبة , يمكن لقوى “الطبقة الوسطى” هذه أن تستوعب في حركة الطبقة العاملة الثورية . لكن في ظل ظروف أخرى يمكن أن تصبح جزءا من حركة فاشية . لكن لديها دائما انجذاب عضوي إلى أنظمة على نمط الاتحاد السوفيتي . ينجذب المثقفون بسهولة إلى تصور عن مجتمع تحكم فيه “الأدمغة” ( ما سماه باكونين طغيان “العلماء الاشتراكيين” ) . إنهم يرون العمال والفلاحين كأسلحة ممكنة في أيديهم للإطاحة بالحكام الحاليين . “إنهم يجدون في الستالينية حركة قادرة على مناشدة ( إغراء ) الجماهير للنضال ضد الرأسمالية , لكنها مع ذلك حركة لم تطالبهم بعد – كما فعلت الحركة الاشتراكية – بالتخلي عن الإيديولوجيا التي هي عامل مشترك بين كل الطبقات المضطهدة ( بكسر الهاء ) , أعني : أن إصدار الأوامر هو امتياز لمن هم في الأعلى , و الطاعة هي قدر من هم في الأسفل , و أنه على الجماهير أن تحكم من قبل سادة جيدين لصالحها هي” . ( شاختمان , 1962 , ص 30 ) . هذه هي الفكرة الرئيسية في مقال هال داربر عن روحي الاشتراكية : “الاشتراكية من أعلى” ضد “الاشتراكية من أسفل” . ( 1992 , ص 2 – 33 , برايس 2002 ) .
طور مايكل ألبرت و روبين هانل , مؤلفا برنامج “الباركون” ( “الاقتصاد التشاركي” ) نظرية الطبقة الجديدة , أو النظام الثالث , الخاصة بهما عن المجتمعات التي على نموذج الاتحاد السوفيتي ( ألبرت , 2003 , 2006 , ألبرت و هانل 1991 ) . قالا عن حق أنه إلى جانب البرجوازية و البروليتاريا فقد خلقت الرأسمالية طبقة من المدراء , المهندسين , المخططين , المحامين , و مهنيين آخرين , صنفوها على أنها “الطبقة المنسقة” . هذه الطبقة قادرة على الحلول مكان البرجوازية كطبقة حاكمة جديدة , مستخدمة إما السوق أو التخطيط المركزي لإدارة الاقتصاد . سميا هذا “بالتنسيقية” . لهذه النظرية مزايا ( سنناقشها فيما يأتي ) لكن فيها أيضا نقطة ضعف في عدم أخذها بالاعتبار نظريات الجماعية البيروقراطية و رأسمالية الدولة السابقة عليها .
هذه الاتجاهات السلطوية للطبقة الوسطى تقود أيضا إلى الليبرالية , الإصلاحية الاشتراكية الديمقراطية , و حتى الأشكال النخبوية من اللاسلطوية ( التحررية ) . لكن كثير من راديكاليي الطبقة الوسطى اليوم ما يزالون مفتونين بالستالينيات المعاصرة , مثل الكاستروية , الماوية النيبالية , و / أو فارك الكولومبية , إلى جانب القومية الدولتية – الإصلاحية , مثل نظام هوغو تشافيز في فنزويلا .
المعاني السياسية لهذه النظرية
بالنسبة للشاختمانيين , كان المعنى السياسي الأساسي لنظريتهم هو أهمية الثورة الديمقراطية , و الاندماج الكامل بين الديمقراطية الراديكالية و اشتراكية الطبقة العاملة . كتب شاختمان : ” … إن الدفاع الشامل و الهجومي للنضال في سبيل الديمقراطية هو الوقاية الوحيدة ضد الانحطاط الاجتماعي المتعدي ( المتجاوز ) و الطريق الوحيد إلى الاشتراكية” ( 1962 , ص 27 ) . في مقال عن حرية الرأي , كتب درابر من وجهة نظر أولئك ” … الذين يناضلون في سبيل ديمقراطية اشتراكية . فإن هدفنا يتطلب , بسبب طبيعته ذاتها , تحريك الجماهير الواعية . من دون هذه الجماهير الواعية من المستحيل تحقيق هدفنا . لذلك فإننا نحتاج إلى أقصى ديمقراطية …. إننا , بسبب طبيعة أهدافنا , ليس عندنا أي خوف من الإطلاق غير المحدود للمبادرات و النوازع الديمقراطية …. إن الاشتراكيين الثوريين … يريدون أن يدفعوا بمقدمات و ممارسات الانخراط الديمقراطي الأقصى لأوسع جماهير الشعب إلى أقصى حد . إلى أقصى حد : هذا يعني , على طول الطريق” . ( 1992 , ص 170 و 72 ) .
استمر شاختمان و درابر بدعم ثورة أكتوبر تشرين الأول الروسية ( كما أفعل أنا , من منظور لا سلطوي ) . لكنهما انتهيا ( وصلا ) إلى انتقاد لينين و تروتسكي بسبب إقامتهما لدولة الحزب الواحد . اعتقدا أنه يجب على اللينينيين أن يسمحوا بأحزاب اشتراكية معارضة للتنافس على السلطة في سوفييتات ديمقراطية . “لم يظهر البلاشفة أية إشارة على إدراك أن احتكار الشرعية من حزب سياسي واحد هو شيء لا يتوافق مع الحقوق الديمقراطية ( حق الاختيار في المقام الأول ) للشعب و حتى للطبقة العاملة … و أن إنكار الحقوق الديمقراطية لأولئك الذين هم خارج الحزب يمكن فرضه فقط , عاجلا أم آجلا , بإنكار نفس الحقوق لأعضاء ذلك الحزب نفسه” . ( شاختمان , 1965 , ص 3 ) .
كتب درابر أنه لا شك في أنه سيكون هناك قمع و انتهاكات للمعايير الديمقراطية في سياق حرب أهلية قاسية و مقاومة الغزو الخارجي . حتى مع ذلك , كان خطأ اللينينيين , كما اعتقد , هو تحويل هذه الاستثناءات الضرورية كما هو واضح إلى قاعدة ( نقطة كانت روزا لوكسمبورغ قد طرحتها في ذلك الوقت ) . في كل الأحوال , بحلول عام 1921 كان لينين و تروتسكي قد أقاما دولة بوليسية , قامت بحظر كل الأحزاب الأخرى , و بحظر أية مؤتمرات للمعارضة داخل الحزب الشرعي الوحيد , و بحظر النقابات العمالية المستقلة . لقد خلقا الهيكل القانوني للتوليتارية . لا توجد هناك اشتراكية دون ديمقراطية .
هذه بصيرة ممتازة . يقول بعض اللا سلطويين ( التحرريين ) أنهم يعارضون “الديمقراطية” , غالبا لأن هذا التعبير يستخدم لتبرير الحكم الرأسمالي , و أحيانا بدافع الخوف من طغيان الأغلبية . لكنني برهنت على أن اللا سلطوية الاشتراكية تفهم على أفضل نحو على أنها الشكل الأقصى , الأكثر راديكالية , التشاركي , من الديمقراطية . ( برايس , 2000 ) . هذه هي رؤية كثير من اللا سلطويين , مثل تشومسكي , غودمان , بوكشين . معظم اللا سلطويين الذين يعارضون تعبير “الديمقراطية” يؤيدون “التسيير الذاتي” , الذي هو نفس الشيء عمليا .
نظرة محدودة للديمقراطية
لكن مفهوم الشاختمانيين عن الديمقراطية كان محدودا بسبب إرثهم التروتسكي ( و اللينيني و الماركسي ) . فبما يتوافق مع إرثهم , فإنهم قد فهموا الاشتراكية كاقتصاد مركزي تملكه الدولة و تجري إدارته من خلال خطة مركزية . و أصروا على أنه يجب إدارة الاقتصاد الاشتراكي أساسا بواسطة ممثلين منتخبين في الأعلى . آمنوا أيضا بالتنظيم المحلي , بالنقابات العمالية و الحق بالإضراب , بوجود أحزاب و مؤتمرات معارضة , بالصحافة الحرة , الخ . لكن لم تكن لديهم فكرة عن أهمية اللامركزية و الديمقراطية المباشرة . كتب درابر , “المشكلة الكبرى لعصرنا هو تحقيق السيطرة الديمقراطية من أسفل على القوى الهائلة للسلطة الاجتماعية المعاصرة . اللا سلطوية ( التحررية ) … ترفض هذا الهدف ( 1992 , ص 13 ) . هذا صحيح تماما , فاللا سلطوية تهدف إلى تحطيم تلك “القوى الهائلة” و إلى الإطاحة “بالسلطة الاجتماعية المعاصرة” .
قد يتناقض هذا مع آراء كورنيليوس كاستورياديس , من مجلة اشتراكية أو بربرية , الذي تطور من تروتسكي منشق إلى اشتراكي تحرري . لقد وصف الاتحاد السوفيتي على أنه “رأسمالية بيروقراطية” , هذه كانت في الحقيقة نظرية طبقة جديدة , و نظام ثالث . و انتهى ( توصل ) من تحليله للطبقة الحاكمة البيروقراطية في الاتحاد السوفيتي , إلى نتائج أكثر راديكالية من شاختمان . لا يكفي وجود نظام تمثيلي ديمقراطي . من الضروري , كما قال , أن يحطم تماما التمايز بين من يعطون الأوامر و بين من يأخذونها ( الذي أشار إليه ماركس بالانقسام بين العمل الذهني و اليدوي ) – في الإنتاج كما في أي جانب آخر من جوانب الحياة اليومية . يشتمل هذا , ليس على شكل دولة ديمقراطية , بل بإنهاء الدولة .
“لا يمكن لثورة اشتراكية أن تتوقف عند إلغاء السادة و الملكية “الخاصة” لوسائل الإنتاج , عليها أيضا أن تتخلص من البيروقراطية … عليها أن تلغي الانقسام بين المدراء و المنفذين …. لا يوجد أي شيء آخر سوى إدارة العمال للإنتاج , أعني الممارسة الكاملة للسلطة على الإنتاج و على مجمل النشاط الاجتماعي من خلال الأجهزة المستقلة لتعاونيات العمال ….الإدارة الذاتية ( التسيير الذاتي ) … يعني خاصة إلغاء جهاز الدولة المنفصل عن المجتمع ….” ( كاستورياديس , 1988 , ص 10 ) .
بشكل مشابه , اعتقد ألبرت و هانل أن صعود “الطبقة المنسقة” إلى السلطة يمكن تجنبه . لقد دافعا عن اقتصاد يجري تخطيطه من الأسفل إلى الأعلى عبر جولات من المفاوضات بين مجالس عمال و مستهلكين ديمقراطية ( “اقتصاد تشاركي” ) . اقترحا إعادة تنظيم و إعادة تخطيط ( صياغة ) الأعمال ( الوظائف ) الموجودة إلى “وظائف مركبة متوازنة” . في هذه , فإن الجوانب الأكثر إثارة للملل ( للضجر ) و التي تحتاج إلى جهد من العمل سيجري توحيدها ( دمجها ) مع الجوانب الأكثر إشباعا للذات و التي تعزز تقرير مصير الفرد بنفسه . سيجري إلغاء التباين بين المدراء و متلقي الأوامر . “إن الباركون …. هو اقتصاد لا سلطوي ( تحرري ) …” ( ألبرت , 2006 , ص 178 ) .
جرى استنتاج المعاني المتضمنة لحركة اليوم من قبل توم ويزيل , “هذا يعني أن حركة تدار من العمال و لأجلهم , تتميز بخصائص التسيير الذاتي الداخلي المتزاوج مع اقتصاد تشاركي , ستكون ضرورية في العملية الثورية و نشوء حركة كهذه سيتمثل ( يتصور ) و يبشر ( يؤذن , ينذر ) بهذا التغيير . الطريقة الوحيدة التي يمكننا أن نضمن بها نشوء مجتمع يحكم نفسه بنفسه … هي إذا كانت الحركات الرئيسية التي تعمل من أجل التغيير ذا طابع و ممارسة تقوم على التسيير الذاتي , بحيث أن الناس الذين سيطورون ممارسات وعادات مساواتية و ديمقراطية يحتاجها المجتمع لكي يحكم نفسه بنفسه” ( 2003 ) .
نقاط ضعف النظرية
نظريات النظام الثالث ( مثل نظريات شاختمان أو ألبرت و هانل ) محقة في عرض البيروقراطية الجماعية ( أو أيا كان ما يريدون أن يسموها ) كطبقة حاكمة جديدة , متمايزة عن البرجوازية مالكة الأسهم التقليدية . لكنني أعتقد أنهم كانوا مخطئين في اعتبار هذه المجتمعات نظاما جديدا , غير رأسمالي .
المشكلة في أنهم قد انطلقوا من تحليل سوسيولوجي في الجوهر للبيروقراطية الحاكمة عوضا عن تحليل العلاقات بين الطبقات في عملية الإنتاج . لو أنهم فعلوا ذلك , لكان عليهم أن يشرحوا لماذا ارتبط العمال في الاتحاد السوفيتي مع سادتهم بشكل مختلف عما فعل العمال في الولايات المتحدة و بقية الدول الرأسمالية الصريحة – الأمر الذي كان من الصعب القيام به . كما أنهم أيضا أخذوا بجدية أكثر من اللزوم تلك المزاعم عن أن الشعوب التي حكمتها أحزاب شيوعية كانت تدار من خلال التخطيط المركزي . ( سنناقش هذه النقاط أكثر في الجزء الثالث ) .
بالنسبة لماركس ( و أنا أقبل بهذه الرؤية ) فإن الطبقة العاملة ( البروليتاريا ) تحت ظل الرأسمالية تعرف بدورها في العلاقة النزاعية بين رأس المال / العمال , التي تحرك كل النظام . لو لم يوجد رأس مال في تلك البلدان , فإن الطبقة العاملة إذن لن تكون بروليتاريا . أراد شاختمان أن يكون حرفيا تماما , في المقطع الأول الذي اقتبسته منه في الأعلى , عندما سمى أولئك العمال “بعبيد للدولة” . لكن هؤلاء العمال قد ناضلوا مستخدمين الوسائل البروليتارية النموذجية : الإضرابات , الإبطاء في العمل , التنظيم الجماهيري , النقابات المستقلة , و مجالس العمال الثورية . أوضح أحد منظري رأسمالية الدولة : “.. أية علاقة استغلال تحتاج إلى طبقتين محددتين . طبقة لا تملك تبيع قوة عملها يمكن فقط أن تستغلها طبقة تشتري قوة العمل تلك , طبقة من الرأسماليين – أولئك الذين يجسدون رأس المال” . ( داوم , 1990 , ص 18 ) .
ما هي الدينامية الداخلية المفترضة للاقتصاديات اللا رأسمالية المزعومة ؟ لن تكون هناك كما يفترض علاقة رأس مال / عمال , و لا سوق داخلية , و لا قانون قيمة … الدافع الداخلي الوحيد كما يفترض هو رغبة الطبقة الحاكمة في زيادة الاستهلاك ( استهلاكها ) الشخصي . المصدر الوحيد للدينامية ( الحركية ) الاقتصادية يبدو أنه سيكون الضغط الخارجي , العسكري غالبا – تماما كما كان الحال في ظل الإقطاعية . كان على روسيا ستالين أن تصاب بالركود منذ البداية , بدلا من أن تبني مجتمعا صناعيا من خلال التراكم السريع ( حتى مع التسليم بركودها الذي حل في نهاية المطاف ) .
الطبقة الحاكمة البيروقراطية ضد التسيير الذاتي الديمقراطي
يستعرض هذا القسم النظريات التي تقول أن المجتمعات التي تحكمها الأحزاب الشيوعية ليست اشتراكية و لا رأسمالية بل نوع جديد من المجتمعات الطبقية . هذه النظريات محقة في الاعتقاد بأن البيروقراطية الجماعية هي طبقة حاكمة جديدة لكنها أخطأت في إنكار أن هذه المجتمعات هي نوع من الرأسمالية . لقد طرحت أسئلة عن طبيعة الفاشية . نظريات كهذه أظهرت الحاجة إلى ديمقراطية تشاركية و الإدارة الذاتية للعمال .
باكونين و ماركس
إذا كان من الممكن تسمية أيا كان بمؤسس الحركة اللا سلطوية ( التحررية ) العالمية , فإن هذا الشخص هو ميخائيل باكونين . بينما اتفق باكونين مع الكثير من تحليل ماركس , فإنه انتقد برنامجه , لأن باكونين خشي من أنه سيؤدي إلى ظهور طبقة حاكمة جديدة . ستخلق هذه الطبقة من العمال الأفضل حالا و من مثقفي الطبقة الوسطى . الذين سيدعون تمثيل العمال و المضطهدين , لكنهم سيصبحون في الحقيقة حكاما جددا .
لقد حذر من أن “… الطبقة العليا , أرستقراطية العمال … هذه الطبقة البرجوازية جزئيا من العمال سوف تشكل , إذا شق الماركسيون طريقهم , ستشكل طبقتهم الحاكمة الرابعة …. العمال السابقون , الذين ما أن يصبحوا حكاما لممثلي الشعب , سيتوقفوا عن أن يكونوا عمالا و سينظروا إلى الجماهير العاملة العادية من ذرى ( أبراج ) حكم الدولة” ( باكونين , 1980 , ص 294 – 333 ) . مشيرا إلى إعلان ماركس “للاشتراكية العلمية” , عارض باكونين أيضا هيمنة المثقفين ذوي العقول العلمية , “إن حكم المجتمع الجديد من قبل العلماء الاشتراكيين – هو الأسوأ من بين كل الحكومات الاستبدادية” . ( المصدر السابق , ص 295 ) .
اعترف الماركسي ديفيد فيرنباخ أن باكونين كان معه بعض الحق . “إن تحذير باكونين من المخاطر الكامنة في استيلاء البروليتاريا على السلطة السياسية طرح أسئلة لم يحلها ماركس بشكل مرضي … إن باكونين , برغم كل أخطائه , كان واع مسبقا بالثورة … التي توجد فيها مشكلة حقيقية للبيروقراطية في المرحلة ما بعد الثورة …” ( فيرنباخ , 1974, ص 51 – 52 ) .
anarkistan@activist.com بینێره بۆ هاوهڵهکانت | بۆچوون (0) | سهرنجی تۆ ؟
عن طبيعة الدول “الشيوعية” / تتمة 2
Wednesday 3 August 2011 18:57, نووسینی: KAF چینی: دیاری نهکراو
تتمة القسم الثانی
ما هي الدينامية الداخلية المفترضة للاقتصاديات اللا رأسمالية المزعومة ؟ لن تكون هناك كما يفترض علاقة رأس مال / عمال , و لا سوق داخلية , و لا قانون قيمة … الدافع الداخلي الوحيد كما يفترض هو رغبة الطبقة الحاكمة في زيادة الاستهلاك ( استهلاكها ) الشخصي . المصدر الوحيد للدينامية ( الحركية ) الاقتصادية يبدو أنه سيكون الضغط الخارجي , العسكري غالبا – تماما كما كان الحال في ظل الإقطاعية . كان على روسيا ستالين أن تصاب بالركود منذ البداية , بدلا من أن تبني مجتمعا صناعيا من خلال التراكم السريع ( حتى مع التسليم بركودها الذي حل في نهاية المطاف ) .
لو أن هذا النظام كان يعوزه ( ينقصه ) دينامية داخلية , لكان علينا أن نتوقع أنه كان سيستمر أكثر بكثير من الرأسمالية ( الشيء الذي اتضح أنه غير صحيح ) . على خلاف الرأسمالية , فإنه كما يفترض لا يوجد فيه تناقض داخلي قد يؤدي إلى الإطاحة به من قبل البروليتاريا . و أنه يتطلب ديكتاتورية قاسية , توليتارية , بسبب حالة الجماعية داخل طبقته الحاكمة . ما أن يغلق باب السجن على العمال , فإنه يغلق لسبب جيد . الرأسمالية , على الأقل , قادرة على أن تمتلك ديمقراطية محدودة ( برجوازية ) و حريات محدودة . لذلك , و بشكل منطقي , يجب اعتبار البيروقراطية الجماعية ( أو التنسيقية , أو أيا كانت ) على أنها أسوأ , أكثر رجعية , من الرأسمالية . تجازف الثورات بأن تستبدل الرأسمالية “الديمقراطية” بنظام بعد – رأسمالي رجعي كهذا . لذلك , من المنطقي , أنه يجب تجنب هذه الثورات على الإطلاق .
مع مرور الوقت , هذا ما انتهى إليه شاختمان . في نهاية المطاف أصبح هو و أتباعه من مؤيدي الإمبريالية الغربية , يدعمون غزو الولايات المتحدة لكوبا و الحرب في فيتنام . ( دراكر , 1999 ) . تأكيده على أهمية الديمقراطية أصبح دعما للديمقراطية الرأسمالية , مبررا للتخلي عن الاشتراكية في الممارسة . انفصل هال درابر عن شاختمان نحو اليسار , لكنه بقي يتبع ممارسة يسارية – إصلاحية . انتهى تياره , في الولايات المتحدة , بالمنظمة الاشتراكية الدولية و التضامن الوسطية ( نصف – الإصلاحية ) . بشكل مشابه , من بين منظري الباركون , أيد روبين هانل برنامجا إصلاحيا . ( هانل , 2005 , برايس , 2005 ) . أما مايكل ألبرت ( 2006 ) فقد دعا إلى “إصلاحات غير إصلاحية” , لكنه لم يدعم ثورة نهائية . أنا لا أقول أنه على مؤيدي نظرية طبقة حاكمة بيروقراطية جديدة , بشكل حتمي , أن يصبحوا إصلاحيين , أو ما هو أسوأ . لا يوجد تطابق واحد لواحد بين هذه النظرية و بين البرامج السياسية للأفراد . لكنني أعتقد أن هذه النظرية تدفع في ذلك الاتجاه . توفر هذه المجموعة من الآراء بصيرة هامة لكنها تحتوي على نقاط ضعف جدية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق